Sunday, 27 June 2010

حكايه من الحكايات .................. بقلمى أنا


هو

واحد من ناس كتير عايشين على الارض ......يذهب الى عمله و يعود منه فى رتابه و انتظام .....يحيا حياته

الرتيبه فى رضا و تسليم.....يلاحظ بعض البياض يتسلل الى شعره فيشعر ان ايامه تتبعثر من بين يديه ....يتيح

له عمله ان يتأمل الطبيعه و الكون من حوله ...... عقله يتسع و يزدحم بشتى الافكار عن الحياه و الناس .......

يفارقه من احبهم فى ظروف و توقيتات مختلفه فيشعر انهم ما اجتمعوا فى حياته الا ليفارقوه متعمدين

......قلبه واسع ممتلئ بالدفء ملئ بالحب للحياه بكل ما فيها من عصافير و بحار و اشجار و حيوانات و لكنه فارغ

من السكان فبكل اسف لم يزره احد من قبل و سكن فيه

هى

انسانه عاديه يوجد منها الكثيرات......قد تكون صادقه اكثر من بعضهن ......دافئه اكثر من بعضهن .......حنونه

اكثر من بعضهن ........ و لكن المؤكد انها كانت الاكثر شجنا ....عاشت حياه سعيده سمحت لها بأن تتأمل الحياه

و البشر .....فارقها من احبتهم فحولت طاقه الحب الكامنه بداخلها الى سعاده لكل من حولها و ايقنت فى داخلها

ان الله ما اعطى لها هذا النصيب الوافر من السعاده الا لتكون سببا فى نشرها على كل من حولها

هو

وصلته دعوه من صديق لحضور حفله فى هذا النادى الاجتماعى الشهير فتقبلها بملامح وجه حياديه تماما و لباها

بشئ من الملل و لكنه ذهب.....قد يكون ذهب مدفوعا بكثره ما سمع من قصص و حكايات عن هذا النادى

الشهير او ذهب كسرا للملل و روتين الحياه المعتاد و لكن الحقيقه انه ذهب بالفعل .....دخل الى قاعه الحفل

فهاله ما رأى ....ما هذا الكم الرهيب من البشر .....مجموعات متباينه من الناس فى حديث متواصل مجموعه

غارقه فى الضحك و مجموعه يعلو صوتها فى شجار غير معلوم الاسباب مجموعه غارقه فى الحب تحوطها القلوب

و الفراشات و العصافير و مجموعه يعلو وجوهها الوجوم تحوطها الجماجم و السكاكين و الاسلحه بكافه انواعها

اطفال يجرون هنا و هناك اكل و شرب و قهوه و شاى و سلامات و تحيات و قبلات تطير فى الجو بغير حساب وجوه

حقيقيه و وجوه ترتدى اقنعه قد يكون القناع جميل و لكنه يخفى تحته بشاعه حقيقيه

اثناء تجوله فى ارجاء قاعه الحفل لمحها تخطاها نظره و لكنه سريعا عاد الى حيث هى .....لا يدرى ما الذى حدث

له ساعتها لم تكن اجملهن و لا اخفهن دما و لا اكثرهن اثاره للشغب و الضجيج بالعكس قد تكون اقلهن فى كل

ذلك و لكنه متأكد ان هناك شيئا ما قد حدث فقد دخلت قلبه عنوه و بدون استئذان فتحت الباب و دخلت هكذا بدون

مقدمات و جلست و استقرت متحديه كل منطق و سبب و تبرير و هو لم يعترض على هذا الاستعمار العاطفى

حقيقه الامر انه حاول المقاومه لكنه لم يستطيع

هى

بذلت كل ما فى استطاعتها للمقاومه و تحيرت من امر نفسها كيف انهارت مقاومتها بهذه الصوره و هى من عرف

عنها قوه الشخصيه و تحكمها فى مشاعرها ....كيف حدث هذا؟؟؟

و لكن واقع الامر يؤكد انه حدث و اصبح حتما عليها ان تعترف و لو حتى لنفسها انها احبت .....نعم لقد احبت هذا

الشخص ... لقد اصبح فى نظرها كل رجال العالم لا ترى غيره لا تفكر فى الغد الا بكل رضا ...متقبله كل ما هو

آت حتى لو كان مؤلما و قاسيا .....تتمنى له الرضا و السعاده معها او مع غيرها لا يهم بالعكس لقد وضعت

سعادته خطه حياتها التى تتمنى ان تحققها و لو على حساب سعادتها ....يكفيها فقط نعمه وجوده فى حياتها

هو

احبها ؟؟؟؟ لم يحبها ؟؟؟؟؟كلها تساؤلات لم تشغل باله كثيرا ....المهم انه يريدها بجانبه فى حياته يذكر نفسه

كثيرا ان الارتباط لم يكن مدرج على جدول ايامه فى هذه المرحله .....كل يوم يأخذ قرارا بالبعد و ينوى ان يعاملها بطريقه

تنفرها منه و يضع سيناريوهات عده لتنفيذ الخطه

هى

تعلم جيدا ان حكايتهم بدون مستقبل و انها حتما ستنتهى فى يوم من الايام و تفكر انها لو وضعت بيدها النهايه

قد يتألما قليلا و لكن اى الم سيزول و لو بعد حين .....تفكر فى اكثر من خطه و تحسم امرها و تستقر على خطه

معينه و لكن قلبها يرق و تضعف و ترجئ التنفيذ للغد و تقرر الاتصال به لسؤاله عن صحته

هو

يتمشى على البحر و افكاره تتلاحق مثل الامواج امامه يملأ صدره بالهواء المنعش فى عقله قرار جاهز لطرد

حبيبه سكنت قلبه دون اراده منه

و فجأه يعلو صوت هاتفه المحمول برنه هو يعرفها جيدا تعلو وجهه ابتسامه جميله تزداد اتساعا عندما يرى حروف

اسمها تنير الشاشه يرد عليها فى لهفه واضحه

اهلا

ازيك

وحشتينى

Sunday, 13 June 2010

عنبر العقلاء ............ بقلمى انا


نوبات حاده من الصداع...مغص لا يحتمل فى البطن ...آلام رهيبه فى العمود الفقرى ......خراج فى اللثه ...ارق

مستمر و اجهاد شديد من اقل مجهود........كلها كانت اعراض تعانى منها صديقتى المقربه جدا مما دفعنى

لأخذها فى جوله كشفيه بحثيه على عيادات الاطباء.....و بعد ان استقرينا على احدهم و هو طبعا الاغلى سعرا

صاحب قائمه الانتظار التى تتعدى شهر و بعد ان وسطنا بعض الاصدقاء لتقديم موعد الحجز ......وجدنا نفسنا وجها

لوجه مع صاحب الاسم اللامع و الوجه الناصع الذى نظر الى صديقتى بقرف واضح و استمع الى بعض شكواها

بنفاذ صبر ـــ مع العلم دافعين الكشف كامل و اكراميه جامده جدا للتومرجى ـــ و بمنتهى اللامبالاه امسك ورقه

و كتب فيها بعض كلمات و يكاد يكون قذفها فى وجهنا و قال موجها كلامه لصديقتى : اعملى لى الاشعات و التحاليل

دى و تعالى.......طيب يا عم كتر خيرك

اصطحبت صديقتى فى جوله تحليليه اشعاتيه ـــ ايه اشعاتيه دى ؟؟ ــ على معامل التحليل و عيادات الآشعه

و انجزنا المطلوب فى اقل وقت ممكن و ذهبنا الى العياده و بعد تحايل و استرضاء و دفع المعلوم طبعا للتومرجى

دخلنا اخيرا و جلسنا امام الجهبذ العتويل حفيد ابن سينا و ابن النفيس ......جلسنا و كلنا ترقب و حاطين ايدينا

على قلبنا من الخوف و صاحبتى يا عينى عندها حاله رشح عجيبه و عينيها جاحظه و بتدمع و فكها السفلى

متدلى فى بلاهه منقطعه النظير و دقات قلبها سريعه متلاحقه اكاد اسمع صوتها اعلى من دقات طبول حسب

الله بالاضافه لعرق غزير يغمرها بالرغم من التكييف البارد جدا ــ تقريبا بيستمد برودته من بروده صاحب العياده ـــ

و بعد ان قرأ التقارير و طالع الاشعات و تنحنح و همهم و صديقتى مع كل همهمه من دول ضغطها يرتفع و ينخفض

100 مره و موسيقى حسب الله شغاله الله ينور و خلع النظاره و شبك ايديه و ضفر صوابعه و نظر الينا بوجه يخلو

من اى انفعال و كأنه سيتلو علينا قرار احاله اوراق صديقتى الى المفتى و اذا به يقول : ما عندكيش اى حاجه يا

مدام الحكايه كلها سايكو سوماتيك.....أن أن آآآآآآآآآآآآآآن

و اخيرا ابتلعت صديقتى ريقها و نظرت له بمنتهى البلاهه و قالت : يعنى ايه سانكو سوفاتيك دى يا دكتور

ملحوظه لابد منها ...صديقتى خريجه احدى كليات القمه و تعلم جيدا معنى هذا التعبير و لكنه تأثير الصدمه

الاولى

و هنا بدأ الطبيب فى الشرح

الحاله النفسيه وحشه خالص ....خايفه... قلقانه...مقهوره...داخله منافسه...متوتره لأقصى درجه و ده بيخلى

جسمك يعبر عن اللى عقلك الواعى بينكره و عقلك الباطن عايش و مستغرق فيه و واعى له تماما

صديقتى : ايوه يا دكتور بس انا تعبانه جدا

الدكتور : ايوه يا مدام بس دى كلها حاله نفسيه

صديقتى : يعنى انا اتهبلت خلاص يا دكتور و هالبس كسروله على راسى و امشى فى الشارع اقول شفت

الارنب ويا القطه عمال يجرى و بيقول هوو هو يقولها حطه يا بطه و هى تقولله بس بس نو.....طب و الحل؟؟

الدكتور : تاخدى المهدئ ده و ممنوع الانفعال او التوتر او الزعل من اى حاجه و على اى حاجه

صديقتى : طيب دى بسيطه جدا يا دكتور و لا هازعل و لا هانفعل و هاحط اعصابى فى تلاجه و لو لقيت تلاجه

على مقاسى اوعدك يا دكتور ادخل فيها و مش هاخرج تانى لغايه العيال ما تخلص تعيم و لغايه ما الاسعار ترخص

و لغايه العيال اللى اتخرجوا ما يلاقوا شغل و لغايه جوزى ما ينصلح حاله و يبطل يعاكس فى اى فستان معدى من

قدامه و لغايه الجيران ما يحترموا نفسهم و لغايه الدكاتره ما ....و هنا ايقنت انها لو كملت كلامها هنبقى فعلا

احنا الاتنين من نزلاء عنبر العقلاء فأخذتها من ايدها و شكرته على عجل و ظفرنا من الغنيمه بالاياب

و اتضح لى بعد قراءه فى هذا الموضوع ان السايكو سوماتيك هذا يا اعزائى له مواسم فى حياه كل انسان

عند الازمات و الشدائد و اتخاذ مواقف قويه عندما يكون الانسان واقع تحت ضغط معين و لا يستطيع الاعتراض عليه

او رفضه خوفا من العقاب

يظهر هذا السايكو سوماتيك عندما يجد الانسان نفسه مضطرا لأن يقول انا جدع و هو فى الحقيقه و لا جدع و لا

حاجه دا غلبان و خايف و متوتر و مقهور

و المفروض ان الاطفال و الشباب اللى مفترض انهم عايشين احلى ايامهم المفروض انهم يكونوا ابعد ما يكونوا

عن هذا السايكوسوماتيك و لكن لأن الاوضاع عندنا دائما معكوسه فهذا المرض شغال بنفس الكثافه عند الاطفال

و الشباب مثل الكبار تماما

حكى لى طبيب صديق انه قد اصبح متمرسا على هذا النوع من المرض فهو يبدا بسؤال المريض عن احواله

و حياته الاجتماعيه و عن طريق الاجابات قد يصل للتشخيص من قبل استعمال السماعه

مع ان هناك بعض الحالات المعقده التى تحتاج فعلا للعلاج النفسى و الغوص فى النفس البشريه حتى

يتمكن الطبيب من اكتشاف السر الخفى وراء هذه الاعراض الجسمانيه

حكى لى صديقى الطبيب عن حاله باشرها هو بنفسه لسيده اصيبت بحاله نادره و غريبه اذ انها اصيبت بالعمى

فى حاله واحده فقط عندما ترى زوجها و رغم ان عيناها كانتا سليمتان تماما الا انه السايكو سوماتيك و بالفعل

فقد شفيت تماما عندما طلقها زوجها

يبقى المطلوب مننا ايه ؟؟؟؟؟

نحاول نكتشف مصادر قلقنا و فزعنا و خوفنا و رعبنا ..... و نتسلح بالكثير من الايمان و الشجاعه التى تساعدنا

على مواجهه البلاوى التى تصادفنا بصدر رحب و سعه افق

وقانا الله و اياكم شر السايكو سوماتيك و السايكو اللى مش سوماتيك