Sunday, 18 April 2010

نحنا و القمر جيران.....................بقلمى انا


عندما كنت صغيره و كنت اخرج بصحبه والدتى ليلا كنت انظر اليه باعجاب شديد و اسأل امى
هو القمر ماشى معانا يا ماما؟؟؟؟
فكانت تبتسم و تقول لى
اصله بيحبنا و ماشى معانا علشان يونسنا

كبرت و انا على يقين ان القمر يحبنى

و سمعت جميع الاغانى التى تغنت بالقمر و للقمر

فاذا سمعت عبد الوهاب يغنى كلنا نحب القمر و القمر بيحب مين ......كنت اردد داخلى بثقه طبعا بيحبنى

و اذا قال عبد الحليم علشانك يا قمر كنت اذكر امى بكلامها لى و اقول لها المفروض انا اللى اطلع للقمر يا ماما لأنه بيحبنى انا

لو سمعت غاب القمر يا بن عمى استغرب جدا لأن القمر حتى لو غايب بيونسنى
اسمع لمين بتسهر يا قمر فارد ليا انا طبعا
و هكذا ......كنت اضع نفسى دائما قاسم مشترك فى اى اغنيه يذكر فيها اسم القمر و لم يخذلنى ابدا تراثنا الغنائى فهو حافل بسيره القمر فى جميع احواله

و وجدت نفسى احفظ كثيرا من الامثال التى تتحدث عن القمر
ان عشقت اعشق قمر و لن سرقت اسرق جمل.....قالوا القمر فى السما و ايش نزله عالحيط

و اسرنى بدر شاكر السياب حينما قرأت له عيناك غابتا نخيل ساعة السحر..او شرفتان راح ينأئ عنهما القمر...كان يعرف قيمه القمر و تأثيره ..حين يطل في المساء على قلوب المحبين ..فيغمرهم بنوره الفضى و يسخو عليهم بجوده و عطائه فتزهو احلامهم و تنتعش

و كم اعجبت بما قاله احمد شوقى على لسان قيس بن الملوح لليلاه
لست كالغيد لا و لا قمر البيد كالقمر

و هكذا اصبحت انا و القمر جيران و اصحاب اناديه من نافذتى فى ليالى الوحده فيكلمنى و يسرى عنى و يؤنس وحدتى و يقوم بدوره كما ينبغى لصديق قديم عاش معى و كان شاهدا على معظم احداث حياتى

اساله ماذا ترى يا قمرى احكى لى عن زملائى الساهرين

فيحكى لى عن هذا الطفل المريض فى حجرته المتواضعه و والدته الساهره بجواره تمرضه و تحنو عليه

و يحكى لى عن تلك الزوجه الشابه التى تأخر زوجها فى عمله و تفتح الستائر بين وقت و آخر تنظر للشارع علها تراه و تنظر للقمر تلتمس منه الونس الى ان يأتى ونسها الحقيقى

و يحكى لى عن هذا الطبيب الذى يجرى ملهوفا لنجده مريض على وشك الموت

و يحكى لى عن الخباز و هو ذاهب الى مخبزه لاعداد الخبز حتى يكون جاهزا فى الصباح الباكر

و يحكى لى عن الفلاح الجالس بجوار حقله ليحرسه

و يحكى عن دوريات الشرطه .....و العائدين من سهراتهم .....و تلك الزوجه الغبيه التى تتشاجر مع زوجها

اتذمر قليلا و اعاتبه عتاب الاصدقاء و أسأله و اين اصحابك يا قمرى ؟؟؟؟ اين الاحبه و العشاق؟؟؟
اعلم جيدا كل ما قلته سابقا ......فلماذا تراوغنى؟؟؟؟

فيرد علىُ بحكمته المعهوده و يقول لى وهل تعتقدين يا صديقتى ان كل من يسهر للقمر من العشاق ؟؟؟؟
ومع ذلك فانا اراهم امامى كلما مررت من امام النوافذ و احمل منهم اسئله و اعود اليهم بردود
و بالرغم من هذا اجد من ينظر لى بحسره و يحسدنى لأننى ارى حبيبه و هو لا يستطيع رؤيته

فهل هذا جزائى يا صديقتى العزيزه؟؟؟؟؟؟

فأبتسم له و اذكره ان هذا هو قدره.......و لكن ما هذا؟؟؟؟؟؟؟

انها غيمه كبيره غطت معظم وجه صديقى الجميل.......اغلق نافذتى اذن و القاك قريبا يا صديقى العزيز

No comments:

Post a Comment