Thursday, 21 October 2010

سيدة الحزن و الجمال ........................ بقلمى انا


وحشتينى يا حبيبتى ...يا جميله الجميلات ...يا واجعه قلبى من جوا ....وحشنى جمالك و بهاكى و عزه نفسك و شموخك ...و بعد ان كانت رؤيتك تثير فى نفسى الفخر اصبحت تثير الرثاء و الشفقه



طول عمرى بحبك و حاسه انك بتاعتى ...ملكى و تخصينى تفرحى لفرحى و تحزنى لحزنى كنت بشوفك فى كل حاجه حلوه تشوفها عينيا



و انا طفله صغيره بضفيرتين كنت بشوفك فى شجره البونسيانا الضخمه اللى قدام شباك صالون بيتنا لما تطرح زهورها الحمرا فى الربيع و افتح الشباك كل يوم العصر على احلى تابلوه طبيعى من صنع الخالق.........كنت بشوفك فى شجر التوت و الكافور و دقن الباشا ....كنت بشوفك فى شموخ النخيل



كنت بشوفك فى وشوش الناس البسيطه اللى ابتسامتهم ماليه وشهم الفلاحين الطيبين اللى كنت بشوفهم من بلكونه جدتى و هما بياكلوا تحت الشجر و كثيرا ما تمنيت ان اشاركهم طعامهم و كثيرا ما انبتنى جدتى لاشتهائى طعامهم مذكره اياى بان هذا الطعام البسيط هو كل ما يملكونه من الدنيا و اننى بعملى هذا ينطبق على المثل القائل : يحسدوا العرايا على ضل الشجر .....كنت صغيره و لم اكن اقدر حجم معاناتهم كم اتمنى ان يسامحونى و يعذرونى



و لما كبرت اكتر و دخلت ثانوى حبيتك اكتر و شفتك فى اغانى عبد الحليم و ام كلثوم..... شفتك فى صفحه النيل الجميل ....شفتك فى الفجر مع ندى الصبحيه المنعش .......حسيت بحنانك و طيبتك و حبك لولادك



و مر الوقت و دخلت الجامعه و كم كان يحلو لى الذهاب الى الجامعه و العوده منها سيرا على الاقدام حتى اذوب فى البشر و الزحام و امارس هوايتى الاثيره فى تصفح وجوه البشر حيث كنت اعتقد و مازلت ان كل وجه نراه هو صفحه من كتاب كنت قد كبرت و لكن ظل اعتقادى دائما بأنهم سعداء

و لم لا ؟؟؟؟

الا يكفيهم انهم يعيشون على ارضك و يستظلون بسمائك

صغيره و كبيره

طفله و شابه

تلميذه بضفيرتين و طالبه جامعيه

زوجه و ام و جده

كنت و مازلت و سأظل احبك بجنون

احب شجرك و نخيلك و زرعك و نيلك

ارضك و سماكى

نهارك و ليلك

ولادك الطيبين



عمرى ما سألت نفسى سؤال احمد فؤاد نجم مصر العشه و لا القصر ؟؟؟؟؟

لأنى حبيتك كلك على بعضك بدون تمييز بين عشه او قصر



و عمرى ما هقول زى تميم البرغوثى : قالولى بتحب مصر قلت مش عارف

انا لما اشوف اسم مصر ع الصفحه بكون خايف



انا بقى لما بشوف اسمك على الصفحه بتسيل دموعى غصب عنى و افتكر العروسه الصبيه الحلوه المعجبانيه اللى ماشيه رافعه راسها و حاسه بجمالها و سعيده بدقه صنع الحلوانى اللى زوقها



بافتكر فرحتها بزوجها الاول لما جالها راكب حصانه و وعدها انه هيخليها ست جيرانها كلهم و حقيقه الامر انه استغلها لتحقيق مصالحه الشخصيه و اوهامه انه يكون رئيس المنطقه بالكامل و انتهى به الامر ان زج بها فى معركه خاسره دمرت احلامها و طموحاتها و كل هذا ارضاء لنزعاته الشخصيه فى الزعامه ........... كم سبب لها من احزان و مع كل حزن جديد كانت تظهر تجعيده فى وجهها الجميل و تدريجيا انطفا البريق فى عينيها و هكذا حتى رحل عنها و افضى الى ما قدم



و هنا تقدم الزوج الثانى الذى خدعها بمعسول الكلام و قدم لها الفرحه الكبيره التى كانت فى انتظارها من سنوات طويله و لكن الفرحه لم تطل فقد انقلب عليها سريعا و تمكنت منه خصال تاجر الرقيق و بدأ يساوم و يتفاوض على عرضها و شرفها متناسيا تضحيات ابناءها و صبرها على الذل سنين طويله و عندما هب ابناءها الطيبين للدفاع عنها ملأ بهم السجون و المعتقلات غير عابئ بتاريخهم النضالى الطويل ...و لكن الله خلصها منه فى مشهد درامى مؤثر مفترض لن يكون عبره لكل ذى عينين



ثم جاء الزوج الثالث و ياليته ما جاء فبعد البدايه الطيبه التى بدأ بها و بعد ان تمكن منها ظهر وجهه القبيح و جمع حوله مجموعه من الاعوان اقل ما يقال عنهم انهم عصابه و لأنها كانت قد تعبت و انهكها المشوار فقد تمكن منها افراد العصابه منهم من استولى على ميراثها و باعه و منهم من استولى على مدخراتها و مجوهراتها و منهم من سمم ابناءها بمبيدات مسرطنه و عندما ضاقت بهم السبل باعوا شعرها الجميل و لطخوا وجهها بالسواد و مزقوا ثيابها الجميله .......و هم يقفون الآن فى وضع الاستعداد مثل فئران المركب حتى يكونوا اول الهاربين عند الغرق



حبيبتى الجميله اراها الآن تجوب الطرقات شعثاء الشعر ممزقه الملابس كالحه الوجه تبحث عن ابناءها الطيبين لينقذوها و يقيلوها من عثرتها و لكن كيف تجدهم و اين فقد رحل عنها معظمهم



منهم من فضل الموت غرقا على سواحل بلاد غريبه باعوا الغالى و الرخيص فى سبيل الذهاب اليها بحثا عن الرزق و لكن الموت كان لهم بالمرصاد

و منهم من مات فى حادث عباره مجنونه فاقده للاهليه غرقت و غرقت معها الارواح البريئه و تحويشه العمر بينما كانت العصابه تتابع مباراه لكره القدم

و منهم من مات حرقا سواء فى مسرح يفتقد لكل قواعد الامان او فى قطار يحمل البسطاء لقراهم ليحتفلوا بالعيد مع ذويهم



حبيبتى .......صحيح حزينه و لكن مازالت جميله قد يتوارى الجمال قليلا وراء جلال الحزن و لكنه لا يخفى عن اعين محبيها من ابناءها الطيبين



وحشتينى يا جميله يا حبيبتى يا مدينه متزوقه و حزينه فى كل حاره حسره و ف كل قصر زينه



وحشتينى و كل يوم بحبك اكتر من اللى فات

1 comment:

  1. من أجمل و أصدق ما قرأت أنا معجبه بكتاباتك جدا
    اسمحيلي أتابعك

    ReplyDelete