Wednesday, 29 February 2012

عَــــنـــــهُ ( 2 )............. بقلمى أنا


بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أن الشمس الشموسه تعودت ان تشرق دائما فى موعدها... لا يمر يوم بدون ان تشرق و تملأ الارض بنورها ... تأخذ مكانها فى السماء و تراقب البشر ..

تبتهج لبهجتهم و تحزن لحزنهم ...

تنشر البهجه و الضياء فيكبر الزرع و تنشط الطيور و يستأنس بها كل كائن حى فيسعى على رزقه و يقوم بدوره فى تعمير الارض ..

تنتظر اسنان الاطفال المخلوعه يلقونها اليها فتحتفظ بها لهم و تمنحهم بدلا منها اسنانا دائمه و قويه

و لكن فى هذا الصباح قررت الشمس الشموسه ان تشرق على الارض كلها الا نافذة البنت البنوته ذات العينين الحزينتين ... فأنت تعلم يا مولاى ان الشمس الشموسه لا تحب الحزن و لا تطيقه كما انها ــ و هذا هو الاهم ــ لا تحب الغباء و لا تطيقه ... و البنت البنوته ذات العينين الحزينتين ليست غبيه لكنها أحيانا و اقول أحيانا تصيبها نوبات غباء تفسد بها حياتها دون ان تدرى .... فلا ترى الا حزنها و لا تريد ان تمنح الفرصه لقلبها ليرى من يمنحه البهجه و بسبب هذا الاصرار على الحزن قررت الشمس الشموسه الا تشرق على نافذتها ...... ستحرمها من نورها

و لكن و منذ عامين تقريبا قررت الشمس الشموسه ان تكافئ البنت البنوته ــ ذات العينين الحزينتين و ذات نوبات الغباء البشرى المتكرر ـ و تمنحها فرصه أخيره للسعاده فوضعته فى طريقها لترى على يديه سعاده لم تتصور يوما انها ستعيشها

و لأن الشمس الشموسه تكره الغباء فقد قررت ان تكافئها بذكاء ... فصارت تشرق مع ابتسامته... و لو غضب قليلا تمتنع عن الاشراق ...

و اليوم لم تشرق الشمس الشموسه على نافذة البنت البنوته لأنها و فى نوبه غباء مفاجئه اغضبته فكان عقاب الشمس الشموسه لها قاسيا جدا

ف هل يا ترى يرضى عنها الحبيب و يبتسم لها فترضى عنها الشمس الشموسه و تشرق على نافذتها و تنير دنياها مره اخرى ؟؟؟؟

و هنا ادرك شهرزاد الصباح ف سكتت عن الكلام المباح

مولااااااااى

عَــــنـــــهُ ............. بقلمى أنا


أرادت أن تكتب له .. هكذا فكرت و هكذا قررت و هكذا حاولت التنفيذ ...و لكن كيف تخرج الفكره الى حيز التنفيذ و هى التى كلما كتبت عنه شيئا او اهدت له كلاما جاء الكلام اقل بكثير مما تريد ..... دائما تبدو الحروف عاجزه عن التعبير عما بداخلها

تحاول ان تصف سعادتها به و معه فلا تسعفها الحروف فتضطر ان تقنع نفسها ان السعاده كنور الشمس لا تستطيع ان تحتويه بيديك رغم احساسك العميق بدفئه و روعته .. و هذا بالفعل هو حالها معه

تفكر فى كل النساء اللواتى سبقنها الى عالم العشق ...كيف احتملن عذوبة العشق و روعته؟؟ فللعشق عذوبه تذيب الروح حقا و لا يدركها الا من يعانيها و رحم الله الشاعر القائل : لا يعرف الشوق الا من يكابده و لا الصبابة الا من يعانيها

تفكر فى الألفه التى جمعت روحيهما قبل ان يتنبها لخيوط الحب التى ينسجها القدر بهدوء و خفه بينهما.... تكلما لأول مره فكان اول ما تبادر لذهنها سؤال ظل يلح على عقلها بعد كل محادثه بينهما حتى فاجئته فى احدى المرات و سألته له : هل تعرفنى من قبل ؟؟؟ تدرك الآن أن اجابته كانت خاطئه .... لقد عرفته و عرفها قبل ان يتلاقيا ... ربما كانا حبيبين فى حياة اخرى او كما تقول كلمات الاغنيه القديمه : روحى و روحك حبايب من قبل دا العالم و الله

أى ان الامر ببساطه ان روحيهما قد تلاقتا قبل خلق جسديهمافتعارفا فورا حين التقت الاجساد ايا ما كان التفسير فالنتيجه واحده هى انهما التقيا و على طريقة الشاعر مريد البرغوثى فى قصيدته المعروفه ( على درج المكتبه )


لا نريد لما جرى اسما.. ولا عنوان ما ذقناه يعنينا

ما حاجةُ الأسماء للأسماء !

نحن الآن منذ اليوم ، ذاك اليوم

نعرفُ في ملامحنا ملامحنا

كأنّا أول القصص التي فاضت عن المعنى

سننعمُ في تجاهل اسم ما نحياه

كي نحياه

مندهشَين مرتبكَين

كالأطفال – نمسك ذيل حيرتنا

ونتبعه إلى ما شاء أو شئنا

تتشبث روحها بروحه و كأنها طفله تتشبث بيد ابيها كيلا تتوه فى الزحام و تدرك انها بدونه طفله حائره ليس فقط لأنها لا تعرف كيف تدبر امورها من غيره ... لكن لأنه الدفء و السكن و الامان و كل جميل فى هذا الزمان