Tuesday, 2 March 2010

خرج و لم يعد............بقلمى أنا


زمان .....كنت حريصه على طقس معين اكرره يوميا بلا كلل و لا ملل ألا و هو مجلس القر كما كانت تسميه أمى و القر هنا مش حاجه وحشه لا سمح الله بس هو دليل على الكلام المتواصل
و فى الخطط العائليه عندنا ــــ على غرار الخطط التوفيقيه ـــ مجلس القر كان يبدأ حوالى العاشره صباحا و يمتد الى ان أرى أول تكشيره على وش ماما فأفضه سريعا على أمل تكراره مره تانيه بعد العصر و مجلس القر دا كان بيجمعنى يوميا مع جدتى لوالدتى اللى باعتبرها استاذتى فى فن الحياه .....كنت انتظر ان تنتهى من حل مسابقه الكلمات المتقاطعه بفارغ الصبر فأصنع لها القهوه على السبرتايه و أجلس بجانبها على كنبتها اللى تحت الشباك و....تبدأ الجلسه أسألها و هى تتكلم و تحكى و نجيبها من الشرق للغرب حكايات عائليه و تجارب مرت عليها و كتب قرأتها و أمثال شعبيه سمعتها.......من الامثال اللى عمرى ما انساها مثل بيقول كل حاجه خرجت من مصر الا الذوق و لما كانت تشرحه كانت تقوللى ان ممكن مصرو المصريين ينقصهم اى حاجه الا الذوق اصله عايش و معشش فى مصر
آآآآآآآآه اين انتى الآن يا جدتى الحبيبه لتشهدى بنفسك فن انهيار الذوق اللى أخد فيه المصريين براءه اختراع فى جميع المجالات من العماره للديكور للملابس للأكل و الشرب للسينما و الفنون بكافه انواعها للكلام و المعاملات بين الناس
فين الذوق الرفيع فى البناء اللى بنشوفه فى عمارات وسط البلد ....البلكونات بكرانيشها و حلياتها لوحدها فرجه تمتع الناظرين .....فين الطراز الموحد فى البناء ..العمارات اصبحت صناديق مقفوله و زياده فى البشاعه استعانوا بالالوميتال لتقفيل البلكونات فحرموا الناس من جلسه الشاى ساعه العصارى و عود الفل فى القصريه يبهج الناظرين بلآلئه البيضاء و قامت هوجه الاستعانه بالطوب الفرعونى لتزيين المبانى فقلدوها جميعا و كأن كل هذا حنين لأجدادنا القدماء
راحت فين الصالونات الفرنساوى الشيك الرقيقه ...راح فين الارابيسك الاصيل ...فين الماركترى و الاويما المصنوعه بمنتهى الذوق و الحرفنه.....كله توارى خجلا امام هجوم الأمريكان ستايل بضخامته و ثقل ظله
نيجى للملابس طبعا الحمد لله ان الحجاب انتشر و اصبح امر واقع ..لكن هل مانراه على فتياتنا الآن هو حجاب بحق ؟؟؟ جينز او ستريتش و بادى و فوقهم طرحه صغيرهوضعت على استحياء بربطه غريبه شكل الربطه اللى كانت بتربطها غسالتنا زمان و أسأل بناتى الحبيبات يقولولى سبانيش يا طنط و الكم ده واسع و مدلدل ليه كده يا بنتى سبانيش يا طنط.....اسرح بتفكيرى و افكر ان الاسبان قرروا ينتقموا مننا ردا على حكمنا لبلدهم سنين طويله بأن صدروا لنا هذه الموضات الغريبه .......فى مجال اللبس ده أحسن انى اسكت اصلى لو اتكلمت مش هيكفينى يومين
الفول النابت و العدس المطبوخ و الكشك و الرز ابو فول كل ده و غيره و غيره اتركن على الرف بعد ما اكتسحه طوفان البيتزا و البرجر و الكنتاكى و غيره و غيره اكلات لو سبناها ساعه بس هتبرد و يتغير لونها و ريحتها هتروح و مش هاتكلم عن الطعم لأنها اساسا بلا طعم
فاكرين الفيلم الجميل لوعه الحب اللى من اخراج رائد السينما الواقعيه صلاح ابوسيف ...ايوه اللى كان فيه احمد مظهر سواق قطر و عمر الشريف عطشجى ــــ ملحوظه هامه يتهيألى لو فى سواق و عطشجى زى احمد مظهر و عمر الشريف كانت الناس قضت عمرها فى القطارات ــــ شفتوا بيت سواق القطر كان شكله ايه ؟؟؟شفتوه و هو بياكل على السفره؟؟؟شفتوا مراته الكتكوته شاديه كانت لابسه ايه؟؟؟؟؟انا مش هاتكلم قارنوا بقى بفجاجه افلام خالد يوسف او ايناس الدغيدى و ده نموذج واحد حتى لا اطيل عليكم ـــ كل مره اقول كده و اكون طولت فعلا ـــ و فين الجيره الحلوه و العشره الطيبه بين الناس ....طبق العاشورا اللى كان يتوزع على الجيران.... طبق الكعك التحفه اللى دايب دوب من عند طنط تريزه... صينيه القهوه من طنط سهير....راح فين دا كله
الظاهر ان الذوق زهق مننا و قرر انه يسيبنا و خرج من مصر يا جدتى الحبيبه.......خرج و لم يعد

No comments:

Post a Comment