Saturday, 20 March 2010
يا أعز من عينى...............بقلمى أنا
جلست الست الحاجه جلستها المفضله على كرسيها الفوتى المريح فى غرفه نومها و الشمس تملا فضاء الغرفه بلونها الزاهى و دفئها اللذيذ و بعد ان بدأت ترشف فنجان قهوتها المحوجه نحته جانبا و هبت واقفه فقد تذكرت الشرابات الصوف التى اشترتهم لحبيبها الغالى و قامت لتضعهم فى الحقيبه الجلديه الكبيره الموضوعه على السرير
عادت مره اخرى الى جلستها المفضله و امسكت فنجان القهوه و اخذت ترشفها و تراجع مع نفسها الطلبات التى حضرتها لتاخذها الى حبيب القلب و نور العين......دكر البط مدبوح و متنضف و موضوع فى فريزر التلاجه لآخر لحظه السمن البلدى فى العلبه الصفيح فى التلاجه برضه....آه و الحمام كمان فى الفريزر ....كيس الدقه ملفوف بعنايه و مكانه فى ركن الشنطه و جنبه كيس الملوخيه الناشفه ـــ طول عمره بيحب الملوخيه ـــ العسل الابيض بقى نصحها ولاد الحلال تجيب برطمان بلاستيك و تلفه حلو علشان مايتفتحش و يبوظ الهدوم.......لسه ايه تانى ؟؟؟؟؟ ايوه الفطير المشلتت و برطمان الجبنه القديمه.....اهم هناك فى الشنطه و ايه كمان و ايه كمان؟؟؟؟ البيجامه الكستور طول عمره بيحب ريحه الكستور و هو جاى من الغسيل آآآآآآآه يا قلبى طالعلى بالظبط ...آخر حاجه كانت الشرابات الصوف و الحمد لله أهى افتكرتهم فى الوقت المناسب
هذه هى اول مره تزور فيها حبيب قلبها و نور عينيها ابنها الغالى .....فمنذ ان سافر لم تزره و لا مره ...فى اول سنوات سفره كان ياتى ليزورها هى و والده مره فى السنه ثم اخذت الزيارات فى التباعد تدريجيا و الحجه دائما جاهزه ..مشغول و الله يا ماما ..الشغل ما بيرحمش يا بابا حتى ظهر ذلك المدعوق اللى اسمه النت و فى زياره سريعه له من سنوات بعيده اشترى جهاز الكومبيوتر و قعد مع ابوه يوم بطوله يشرح له ازاى هنعرف نكلمه و نشوف صورته و هو فى الغربه ....و النبى و هو دا برضه زى لما يحط المفتاح فى الباب و يدخل و يقف فى الصاله و ينده و يقول يا ماما و اجيله جرى من المطبخ و آخده فى حضنى و يقوللى جعان يا ماما...يومها ابوه قال سيبيه يشوف مستقبله و ادينا برضه بنطمن عليه ....ياللا الله يرحمه بقى كان دايما مهاوده
لأ و كأن مش كفايه عليا النت لأ دا راح ابن قلبى و اتجوز خواجايه بشعر اصفر و عينيها زى عينين القطط و انا اللى كنت مخمنه على البت بنت اختى و عاوزه اجوزهاله على الاقل كانت كل سنه تجره و تيجى بحجه انها عاوزه تزور مامتها بس ياللا النصيب بقى ...اهو اتجوز البتاعه دى و خلف منها حته بنت زى العسل واخده عينيه و تدويره وشه ....الحمد لله اللى ما اخدتش عينين امها
السنه اللى فاتت لما ابوه اتوفى جه حضر العزا و قعد معايا اسبوع و علم بنت الجيران ازاى تشغل الزفت ده و قاللى لازم بقى تزورينى يا ماما ....انا هاعمل ترتيبى و اعملى حسابك هتيجى تقعدى معايا شويه و آدينى اهو مسافره له بكره
و الله لولا انه الغالى ما كنت اسيب بيتى ابدا دا انا ياما المرحوم اتحايل عليا نروح نصيف شهر فى راس البر و انا ابدا لا يمكن اسيب سريرى و فرشتى و مطبخى و ستايرى و مفارشى و حنفيه الحمام اللى طول عمرها عاوزه جلده
جيرانى حبايبى سلمت عليهم واحد واحد و واحده واحده و البت العفريته فى الشقه اللى جنبى بتوعينى على الطياره ....مصمصت شفايفى و قلتلها انتى ناسيه يا بت انى ركبت الطياره و انا رايحه الحج مع عمك الحاج هه هو انا جديده على الطيارات يعنى
جلست الست الحاجه فى المطار و اخذت تبسمل و تحوقل و بعد ان قرأت الفاتحه و المعوذتين و آيه الكرسى عده مرات ركبت الطياره و قلبها يكاد ينخلع من كتر شوقها لابنها الغالى و لم تشعر باى قلق او متاعب فى الاقلاع او الهبوط فيكفيها انها فى نهايه الرحله ستاخذ مكافأتها فى صوره حضن كبير من ابنها الغالى
وصلت الطائره و خرجت من المطار لتجد الغالى فى انتظارها ...حبيب قلبى يا بنى هو بضحكته الجميله و طلته الحلوه بس ايه دا ماله خاسس كده و الشعر الابيض زاد فى راسه كده ليه دا لسه كان عندى السنه اللى فاتت
هى البلاد دى بتكبر الناس بسرعه كده ليه؟؟؟؟
فين يا حبيبى مراتك؟؟؟فى البيت يا ماما بتجهز لاستقبال حضرتك ....بتجهز لاستقبالى ؟؟؟طيب
و ذهبت مع الغالى و بدات وقائع استقبالها و اقامتها فى بيته......رحبت بها الشقراء ذات العيون القططيه و تركتها فى الريسبشن و غابت بالداخل جلست ستنا الحاجه تتلفت حولها و تستطلع المكان و طبعا مصمصت بشفايفها فين ياختى اللى بتجهز لأستقبالى دى دى سابتنى و مشيت زى ما اكون بايته فى حضنها آه يانى طول عمرى اقول اللى يخرج من داره ينقل مقداره ....انا ايه اللى جابنى و اسيب بيتى ليه على رأى المثل يا دخلتى على اللى ما يريدونى لا سلامات و لا قوله وحشتونى
جاءت الشقراء من الداخل و معها بنت ابنى يا ختى عليها اسم الله عليكى يا بنتى صحيح اعز من الولد ولد الولد البنت خطفت قلبها من اول نظره و سرعان ما غيرت الاسطوانه ........ياللا يا بنت الغالى لاجل الورد ينسقى العليق هاقول ايه ؟؟؟ ابوكى اللى اتجوزها بقى هنعمل ايه فى النصيب
و بهذه البدايه الحافله بالمشاعر المتضاربه بدأت الحاجه شهر الزياره عند ابنها ...شهر تحكى و تتحاكى بيه طول عمرها و اذا كان رد فعل زوجه الابن مفهوم لأختلافها فى كل شئ الا ان رد فعل الابن هو ما اذهل الام حيث ان كل ما جهزته لهذه الزياره قوبل من الابن باستغراب او فتور فالبط و الحمام و السمنه البلدى يااااااااه الكوليسترول يا ماما ....و الدقه ياااااااااه الحموضه يا ماما .......و الفطير المشلتت كله سمنه يا ماما ........حتى العسل الابيض نطت ام عينين زى القطط و قالت كلام فهمهولى ابنى بعد كده انه موجود عندهم و بمواصفات قياسيه احسن من دا كتير
لأ و كله كوم و يوم ما اصرت تطبخ له الملوخيه دا كوم تانى جهاز الانذار ضد الحريق فضل يصفر آل ايه من دخان التقليه و الخواجايه المجنونه فضلت فاتحه كل شبابيك البيت طول اليوم لما رصرصت من البرد آل ايه علشان ريحه التقليه تروح دا غير بقى انها على آخر النهار حصل عندها تلبك معوى آل ايه التقليه تعبتها ....احسن
احساس فظيع بالغربه تملكها و هى فى بيت ابنها حتى انها احيانا كانت تسأل نفسها هل فعلا دا هو ابنها ... لكن كان الشئ الوحيد اللى بيهون غربتها لما كانت تدخل الحمام......ايوه الحمام لأنها و من اول يوم دخلت حمام بيت ابنها استطاعت و بمنتهى السهوله ان تتعرف على فرشاه اسنانه ...طول عمره حبيب قلبى بيحب اللون الازرق يبقى اكيد ان هذه الفرشاه زرقاء اللون تخصه.....يااااه هو دا اللى فاضل من ابنها اللى غيرته الغربه و السنين
و جاء موعد سفرها و سلمت عليهم جميعا و تعجبت من نفسها فقد بدأت بالفعل تشعر بالالفه نحو ذات العيون القططيه .....تبادلت الاحضان و القبلات مع ابنها مع وعود قويه من الجانبين بتكرار زياره هى نفسها تعلم انها لن تتكرر
وصلت مطار القاهره و اخذت تاكسى ليوصلها الى منزلها .....فى راديو التاكسى كانت فايزه احمد تصدح باغنيتها الجميله ست الحبايب ياااااااااااه فى زحمه انشغالها عند ابنها نسيت ان الايام دى احتفالات عيد الام هزت رأسها و بدا عليها التفكير العميق و لاحظت وجوم السائق فسألته مالك يا ابنى ساكت كده ليه؟؟؟؟؟
فأجابها اصلى افتكرت امى يا حاجه ربنا يرحمها بقى كل سنه يقلبوا علينا المواجع فى اليومين اللى زى دول ربنا يخليكى لولادك يا حاجه .....ابتسمت بأسى ابتسامه خفيفه و قالت له الحال من بعضه يا ابنى الولاد اللى محرومين من امهم مايفرقوش كتير عن الامهات المحرومين من ولادهم اقفل الراديو يا بنى و بلاش وجع دماغ
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment