Saturday, 2 June 2012

وثيقة سيدنا عمر بن الخطاب لأبى موسى الأشعرى حينما تولى القضاء

بسم الله الرحمن الرحيم

   من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس سلام عليك 
،
 أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك ، وأنفذ إذا تبين لك ؛ فإن لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له . آس بين الناس في
 وجهك و عدلك ومجلسك ، حتى لا يطمع شريف في حيفك , و لا ييئس ضعيف من عدلك . البينة على من ادعى , واليمين على من أنكر . و الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً
 .
 لا يمنعك قضاءٌ قضيته اليوم ، فراجعت فيه عقلك ، وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق ؛ فإن الحق قديمٌ ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل
 .
 الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة . ثم أعرف الأشباه والأمثال ؛ فقس الأمور عند ذلك ؛ واعمد إلى أقربها إلى الله ، وأشبهها بالحق .واجعل لمن أدعى حقاً غائباً أو بينة أمدا ينتهي إليه ، فإذا أحضر بينة أخذت له بحقه ، و إلا استحللت عليه القضية ؛ فإنه أنفى للشك وأجلى للعمى 
. المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه شهادة زور أو ظنيناً في ولاء أو نسب ؛ فإن الله تولى منكم السرائر ودرا بالبينات والأيمان . وإياك و القلق و الضجر والتأذي بالخصوم و التنكر عند الخصومات ؛ فإن الحق في موطن الحق يعظم الله به الأجر و يحسن به الذخر ؛ فمن صحت نيته وأقبل على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس . ومن تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله ، فما ظنك بثواب عند الله عز وجل في عاجل رزقه و خزائن رحمته ،

 والسلام

No comments:

Post a Comment