Wednesday, 16 January 2013

حكاية جنيه ...... بقلمى أنـــا

سوسو و على حب للأبد ... أحبك الآن و احببتك بالأمس و سأظل أحبك دوما .. قبل الزمان و بعد الزمان سأظل احبك للأبد

كلمات رقيقه كتبها شاب مهذب بأنامله الرقيقه على أحد وَجهَى و اهدانى لحبيبته كذكرى منه كانوا جلوسا على ضفاف النهر العظيم و كان الوقت ساعة الاصيل و كانت المناسبه عيد الفطر المبارك

كان كل ما يحيط بالمشهد يؤكد السعاده التامه التى ترفرف بجناحيها على العاشقين الصغيرين هى خجوله و هو رقيق و النيل العظيم شاهد  على قصة حبهما كما شهد مرارا و تكرارا على قصص حب كثيره منها ما اكتمل و منها ما تحطم تحت ضربات القدر ..... أما انا ... فما انا الا جنيه ورقى انتقل من يد ليد  و من حقيبه لحقيبه و اسكن المصارف احيانا و اقع فى يد البسطاء كثيرا  ..... ابيت الليالى فى المحلات البسيطه و اتعرف على اسرار عملائها الفقراء

كم احببت هؤلاء البسطاء الطيبين لأنى شعرت اننى افرج كربهم و البى طلباتهم البسيطه المشروعه و كم كنت لا ارتاح فى جيوب الاغنياء المترفين و ذلك لأننى كنت أشعر بكراهيتم لى و تكالبهم الشديد على  باقى افراد عائلتى من العملات الكبيره

و لأننى قد طالت رحلتى مع البشر مما اكسبنى خبره فى معرفتهم و احساسى بهم و قد احسست من يد هذا الشاب انه طاهر و نقى و صادق النيه فتمنيت ان يكلل الله قصته مع حبيبته بالنجاح .... استقر بى الحال فى حقيبة الفتاه و فرحت كثيرا عندما سمعت انه بنوى التقدم لطلب يد حبيبته من اسرتها و لكن فرحى لم يدوم لأننى سمعت والد الفتاه و هو يرفض طلبه و ذلك لأنه لا يمتلك الكثير من عائلتى

بعد ذلك بفتره قليله ادهشتنى الفتاه بقدرتها الهائله على النسيان حيث اخرجتنى من حقيبتها و بدلتنى بأشياء تافهه من محل البقاله الموجود فى شارعهم

و هكذا بدأت رحله جديده من التداول بين ايدى البشر ..... كم تنقلت بين ايادى محتاجه كنت المح فى عينيها الفرحة بى و ايادى جشعه و طماعه هدفها الوحيد من وجودى هو تكديسى مع غيرى من اقاربى حتى يتم استبدالى بأقاربى اصحاب الفئه الاكبر

امسكتنى اصابع رقيقه بريئه و امسكتنى ايضا اصابع غادره تملأ عينيها نظرات عدم الرضا و عدم الاقتناع  بقيمتى مع ان هذا امر ليس بيدى

و برغم تنقلاتى الكثيره من يد ليد و برغم معرفتى بالآلاف من البشر الا ان حبى الحقيقى ظل دائما لذلك الشاب العاشق الحنون ذو النظره الحزينه و كم امضيت اوقاتا كثيره و انا اتساءل بينى و بين نفسى عن مصيره و كيف اصبح الآن و هل من لقاء قريب يجمعنا معا ؟؟؟ و كنت دائما اصبر نفسى بأن هذه هى سنة الحياه بين البشر .... يلتقون و يفترقون يحبون و يكرهون يحزنون و يفرحون ... و ما انا الا جنيه ورقى لا يحرص الكثيرين على وجودى معهم و الاستئناس بى

تقادم بى العهد و قارب جسمى على النحول و الاهتراء و قلت رغبة الناس فى وجودى معهم فهم يحبون اقاربى اصحاب الورق الجديد و كذلك  بهتت الكتابه على وجهى و كم طالعتنى عيون قرأت الكتابه على وجهى ف ابتسمت و عيون قرأت و سخرت و عيون قرأت و لم تعلق او تهتم

استريح الآن فى درج احد المحلات الكبيره و لكن الراحه لا تطول فيخرجنى صاحب المحل و يعطينى باقى لحساب احد العملاء فيتناولنى بيده ما هذا ؟؟ انها نفس اليد القديمه الرقيقه يا لفرحتى و اخيرا عدت لصاحبى القديم و لكن ما هذا كيف تغيرت نظرة عينيه هكذا و ما هذه الهالات السوداء تحت عينيه ؟؟ و لماذا اصبحت لمسة يده خشنه هكذا ؟؟؟

بعدما تناولنى من يد البائع و أخذ فى ترتيبى مع بقية اقاربى تمنيت كثيرا ان يلفت نظره خط يده على وجهى و بالفعل لاحت منه التفاته للكتابه و شرد قليلا فلاحظت تغير وجهه من الفرح الى الحزن و من الحنين الى الضيق قطع علينا صفو الذكرى رنين هاتفه المحمول و بدأ يتحدث عن العمل و كلما تحدث احسست ببعد المسافه بيننا و عندما القانى على مقعد السياره تأكدت ان الطيبه و الرقه القديمه قد توارت تماما و راء القسوه الجديده حتى اتاه سائس الجراج و حياه بالتحيه المعهوده وجدته يمد يده و يتأملنى قليلا ثم و بمنتهى القسوه يعطينى منحه لسائس الجراج و ينطلق بسيارته






ـــ ملحوظه خارج السياق : يقول كاتبى المفضل الرائع البهاء الطاهر : يمكن أن تحكم الناس بالخوف والقمع ، لكن الخائفين لايمكن ان ينتصروا في حرب ، في ساحة الحرب يجب أن يكونوا أحراراً



5 comments:

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  2. ذلك هو جزء كبير من حياتنا ، نجري وراءه كثيرا حتى نفوز به، ولكن نتخلى عنه في ثواني قليلة لنعود ونبحث عنه مرة آخرى
    الجنيه رحلة حياة للكثيرون والكثيرون من بني البشر لا فرق بين فقير او غني فلكل يبحث عنه وقد يحتفظ به البعض قليلا او كثيرا من الوقت ولكن في النهاية لابد ان يتركوه سواء بالرضاء او بالغصب

    كالعادة متميزة جدا يا اش اش وتجعلين القارئ يلهث ويلهث وهو يقرأ حتى يصل إلى النهاية دون توقف

    ReplyDelete
  3. ميرسى جدا يا احمد بتنورنى بتعليقاتك بجد

    ReplyDelete
  4. دا المكان هنا منور دائما بقلمك
    انا شيرت الحنيه ههههههههههه
    بقى بعد اذنك طبعا

    ReplyDelete
  5. ههههههههه المدونه كلها تحت امرك يا احمد

    ReplyDelete