Wednesday, 12 December 2012

اون لاين ........ بقلمى أنـــا

زمان .. فى المدرسه و خصوصا فى حصص التربيه الوطنيه او القوميه ــ دائما ما كنت اخلط بين الاسمين ربما لأنى لم اكن مقتنعه بالفرق بين الاتنين ــ تعلمت معنى كلمة ( موارد ) و تعلمت تصنيف الموارد و اهمية هذه الموارد فى تنمية الاقتصاد الوطنى 
هذه الموارد التى تفننا دائما فى مصر فى اهدارها و خصوصا فى الماضى القريب فى عهد الرئيس السابق مبارك حيث كان هناك فساد متعمد إما بتعطيل استخدام الموارد المتاحه او بنهب ايراد الموارد المستخدمه 
على مر الوقت و السنين تنبهت الى مورد هام لم نتعلم احترامه كما ينبغى لا لأننا لم نقرأعنه او ندرسه و لكن لأننا لم نتعلم فى الاساس كيف نُقدر و نتفهم قيمة موارد عده نملكها فى ايدينا و لكننا لا نُحسن استغلالها هذا المورد هو ( الوقت ) و هو المورد الاكثر تجددا و الاكثر عُرضه للاهدار بصفه مستمره
 ما جعلنى اتحدث اليوم عن الوقت و استغلاله هو ما اراه يوميا و بصفه مستمره من سلوك اصدقائى و صديقاتى و المشتركين عموما على فيسبوك او تويتر او حتى المدونات و بالطبع لا استثنى نفسى  ... هذه الشريحه من البشر التى من المفترض فيها ان تكون مختلفه عن العموم حديثى هنا على القارئ و المثقف الذى يُسهل له وضعه الاجتماعى امتلاك كل التسهيلات كى يظل دوما " اون لاين "ــ اما من يستخدم هذه التكنولوجيا لأغراض اللهو و العبث فلا يعنينى بالطبع ــ هذا الذى يملك المال او الوقت او الثقافه الالكترونيه و الشخصيه اللازمه كى يمتلك حائطا كما نسميه فى الفيسبوك كى يكتب عليه ما يريد
نجلس بالساعات نرد على هذا و ننتقد وجهة نظر ذلك و نُهاجم الآخرين و يهاجموننا و نسخر جميعا من بعضنا و من انفسنا و من احداثنا المؤسفه و نتشارك فى نشر النكت و الصور و التعليقات .... صدقنا جميعا ان العالم اصبح قريه صغيره و الانترنت ما هو الا نافذه على هذه القريه قد يكون نافذه فعلا فى حالة نقله خبرا او علما او معلومه
نجلس بالساعات امام حوائطنا الصماء التى انشأوها لنتواصل من خلالها فتزيد نسبة ارباحهم عن طريق الاعلانات كلما زادت نسبتنا نحن المحملقين فى حوائط الفضاء الاليكترونى 
نجلس بالساعات نعبر عن اهتمامنا بالوطن و نتناقش فى امور الوطن و سياسته و نبكى على احوال الوطن و على حقوق ابناء الوطن المهدره .... كل هذا دون ان يشعر الطرف الآخر فى المعادله الا و هو الوطن بأى تغيير حقيقى ملموس لهذه الساعات الطويله التى اهدرناها امام شاشات الانترنت 
فى حقبة الستينيات و بعد هزيمتنا العسكريه المدويه فى يونيو من عام 1967 انتشر مصطلح ( جنرالات المقاهى )  اطلقه الشارع المصرى على فئه من المثقفين كان شغلهم الشاغل فى الحياه الجلوس فى المقاهى و رسم الخطط الحربيه و انتقاد كل ما حدث ... اليوم و بمنتهى الامانه استطيع ان اصف بعض مستخدمى النت بأنهم جنرالات العالم الافتراضى حيث يجلس كل منهم امام شاشته ل يُنظر و ينتقد و يُقيم و يُعيد تقييم كل ما يحدث فى الشارع و هو ابعد ما يكون عن الشارع و ارض الواقع 
فى حين انه لو نزل للشارع حيث الارض الواقعيه و الفئه التى لا تملك الوقت او المال ليكون لها حائطا الكترونيا كى تبصق عليه لاعنه الحال و الاحوال سيفاجأ انه او اعطى ساعتين ... ساعتين فقط من يومه للعمل الاجتماعى مثلا لربما يكون هذا اكثر فائده 
نتحدث كثيرا و ننتقد احوال التعليم و نقرأ كثيرا و نكتب على حوائطنا و حوائط الآخرين عن مدى سوء العمليه التعليميه ..... لو اننا بدلا من هذا ارتدينا ملابسنا و نزلنا من بيوتنا و توجهنا الى اقرب دار للايتام و بيدنا كتب بسيطه من اى مكتبه و مجموعه من الاوراق البيضاء و اقلام الوان و جلسنا مع الاطفال الايتام نُعلمهم مما تعلمناه .....ساعتين فقط سيصيرون موردا مفيدا بالفعل  
اتكلم عن التعليم ك مثال و غيره امثله كثيره ف ماذا عن المسنين مثلا ماذا عن المرضى فى المستشفيات الحكوميه ماذا عن اطفال الشوارع 
حديثى عن الوقت و هو عمله موجوده بصفه مستمره عند الجميع على اختلاف درجة توافره و هو مورد فعال جدا اذا احسنا استغلاله بالصوره الصحيحه و ابتعدنا و لو قليلا عن حوائط لا نعرف يقينا هل هى مُغرضه او حياديه 
قد تكون التكنولوجيا نافذه للتواصل بين هؤلاء المحظوظين بإمتلاك وسائلها مثل  البى بى ام و الواتس آب و الآى فون و الآى باد و المينى لاب و غيرها لكنها حائط عازل احيانا بين هؤلاء و بين من لا يملكون تلك الرفاهيه
.

No comments:

Post a Comment