Thursday 31 January 2013

كتاب أحببته 2

يدهشنى و يبهرنى الساحر دكتور يوسف زيدان بمعلوماته المتدفقه و تحقيقاته المدققه و فى هذا الكتاب يبحث وراء اصل كلمات دارجه باللغه العاميه نرددها ببساطه و عفويه مثل : بغدده و أمى و الست ..... كلمات قد تبدو عاميه و نحسبها بسيطه و لكنها مليئه بالمعانى العميقه مثل : شاطر و مفروس و أرارى و سبهلله ..... يقدم لنا هذا الكتاب الاصل وراء الكثير من امثالنا الشعبيه و يفسر لنا اصل عبارات دارجه مثل : اللى يعتمد عليك يبيع عياله و يشرح لنا لماذا تحل المرأه الجميله حبل المشنقه و يحكى لنا اصل عبارة ان فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه

يوضح لنا الساحر يوسف زيدان اننا احيانا نستخدم الكلمات بصوره عكس معناها تماما و لعل اطرفها كلمة ( الشاطر ) التى نستخدمها للدلاله على ان هذا الشخص ماهر و ذكى فى حين ان معناها الحقيقى ( قاطع الطريق ) :)
كلمة ( كفايه ) التى استخدمها النشطاء السياسيين للتعبير عن رفضهم لوضع معين لا تحمل اى معنى سلبى يعبر عن التوقف بالعكس هى تتضمن مدحا لمن ارادوا هجاؤه و كان الاوفق لو استخدموا كلمة ( بس )

يتساءل الساحر عن معنى البطوله و لماذا تؤثر مجتمعاتنا العربيه عبادة الابطال و اذا كان و لابد من وجود الابطال فلماذا لا نبحث عن الابطال الحقيقيين وراء كل معركه و فى هذا الخصوص اعجبنى جدا الجزء الخاص بمعركة عين جالوت حيث شرح لنا الكتاب كيف ان قطز بطلنا التاريخى المعروف هو صاحب و مؤسس مذهب البلطجه السياسيه بعبارته الشهيره الحكم لمن غَلَب و كيف انه هو اول من اكتوى بنارها

كـلـمـات ..... إلتقاط الماس من كلام الناس كتاب رائـــع للساحر يوسف زيدان

Tuesday 29 January 2013

نظام كونى ...... بقلمى أنـــــا

هل كان النظام الكونى سيختل لو خلقنى الله على شكل ساعة يد ؟؟؟

فيأخذنى احد التجار و يضعنى فى واجهة متجره مع قريباتى و صديقاتى من الساعات

ثم تأتى انت و تفحصنا بغرض شراء احدانا و بعد ان تمسكنى بين يديك و تنظر لى بتمعن تنحينى جانبا و تنظر لساعة اخرى ... اكاد اقفز من علبتى و اجذبك من يدك لألفت نظرك لى  لتأخذنى انا

افكر فى استغلال الامكانيات التى اتاحها لى صانعى  فأطلق صفيرا متقطعا فتنظر ناحيتى باستغراب و تعود للساعات الاخرى فأضئ نورا صغيرا من جانبى الايسر فتنظر لى مره اخرى و تبتسم ابتسامه صغيره و لكنك تلتفت للاخريات مره ثانيه ..... ياربى ماذا افعل لألفت انتباهك ؟؟

 نعم تذكرت .. هناك جرس المنبه لم استعمله بعد ..... هو على شكل مقطوعه موسيقيه عالميه لأجرب حظى و اطلقه عاليا لعلى استطيع به لفت انتباهك ...... ووووووو لقد نظرت لى ثانية و ابتسمت ابتسامه جميله و اخذتنى بين يديك فى حنان و ها انت تسأل البائع عنى فيقول لك انى من ماركه معروفه و متعددة الاستعمالات و ضد الماء و الصدمات و اتحمل العمل الشاق ... تبا لقد نسى المغفل ان يقول انى احبك جدا و انى ما خلقت الا من اجلك انت و اننى استمد حياتى من نبضك انت

..... و برغم اننى لا المع كالاخريات و برغم شكلى المتواضع تُقرر و لفرحتى الشديده ان تشترينى فأدعو الله و ابتهل ان ترتدينى فورا و يستجيب الله لدعائى و ترتدينى حول معصمك فأهنأ و أسعد بموقعى الجديد و استنشق رائحة جلدك بسعاده

و بعد ان دخلت المحل بمفردك ها نحن نخرج سويا و لأول مره  أنت و انا

Wednesday 16 January 2013

حكاية جنيه ...... بقلمى أنـــا

سوسو و على حب للأبد ... أحبك الآن و احببتك بالأمس و سأظل أحبك دوما .. قبل الزمان و بعد الزمان سأظل احبك للأبد

كلمات رقيقه كتبها شاب مهذب بأنامله الرقيقه على أحد وَجهَى و اهدانى لحبيبته كذكرى منه كانوا جلوسا على ضفاف النهر العظيم و كان الوقت ساعة الاصيل و كانت المناسبه عيد الفطر المبارك

كان كل ما يحيط بالمشهد يؤكد السعاده التامه التى ترفرف بجناحيها على العاشقين الصغيرين هى خجوله و هو رقيق و النيل العظيم شاهد  على قصة حبهما كما شهد مرارا و تكرارا على قصص حب كثيره منها ما اكتمل و منها ما تحطم تحت ضربات القدر ..... أما انا ... فما انا الا جنيه ورقى انتقل من يد ليد  و من حقيبه لحقيبه و اسكن المصارف احيانا و اقع فى يد البسطاء كثيرا  ..... ابيت الليالى فى المحلات البسيطه و اتعرف على اسرار عملائها الفقراء

كم احببت هؤلاء البسطاء الطيبين لأنى شعرت اننى افرج كربهم و البى طلباتهم البسيطه المشروعه و كم كنت لا ارتاح فى جيوب الاغنياء المترفين و ذلك لأننى كنت أشعر بكراهيتم لى و تكالبهم الشديد على  باقى افراد عائلتى من العملات الكبيره

و لأننى قد طالت رحلتى مع البشر مما اكسبنى خبره فى معرفتهم و احساسى بهم و قد احسست من يد هذا الشاب انه طاهر و نقى و صادق النيه فتمنيت ان يكلل الله قصته مع حبيبته بالنجاح .... استقر بى الحال فى حقيبة الفتاه و فرحت كثيرا عندما سمعت انه بنوى التقدم لطلب يد حبيبته من اسرتها و لكن فرحى لم يدوم لأننى سمعت والد الفتاه و هو يرفض طلبه و ذلك لأنه لا يمتلك الكثير من عائلتى

بعد ذلك بفتره قليله ادهشتنى الفتاه بقدرتها الهائله على النسيان حيث اخرجتنى من حقيبتها و بدلتنى بأشياء تافهه من محل البقاله الموجود فى شارعهم

و هكذا بدأت رحله جديده من التداول بين ايدى البشر ..... كم تنقلت بين ايادى محتاجه كنت المح فى عينيها الفرحة بى و ايادى جشعه و طماعه هدفها الوحيد من وجودى هو تكديسى مع غيرى من اقاربى حتى يتم استبدالى بأقاربى اصحاب الفئه الاكبر

امسكتنى اصابع رقيقه بريئه و امسكتنى ايضا اصابع غادره تملأ عينيها نظرات عدم الرضا و عدم الاقتناع  بقيمتى مع ان هذا امر ليس بيدى

و برغم تنقلاتى الكثيره من يد ليد و برغم معرفتى بالآلاف من البشر الا ان حبى الحقيقى ظل دائما لذلك الشاب العاشق الحنون ذو النظره الحزينه و كم امضيت اوقاتا كثيره و انا اتساءل بينى و بين نفسى عن مصيره و كيف اصبح الآن و هل من لقاء قريب يجمعنا معا ؟؟؟ و كنت دائما اصبر نفسى بأن هذه هى سنة الحياه بين البشر .... يلتقون و يفترقون يحبون و يكرهون يحزنون و يفرحون ... و ما انا الا جنيه ورقى لا يحرص الكثيرين على وجودى معهم و الاستئناس بى

تقادم بى العهد و قارب جسمى على النحول و الاهتراء و قلت رغبة الناس فى وجودى معهم فهم يحبون اقاربى اصحاب الورق الجديد و كذلك  بهتت الكتابه على وجهى و كم طالعتنى عيون قرأت الكتابه على وجهى ف ابتسمت و عيون قرأت و سخرت و عيون قرأت و لم تعلق او تهتم

استريح الآن فى درج احد المحلات الكبيره و لكن الراحه لا تطول فيخرجنى صاحب المحل و يعطينى باقى لحساب احد العملاء فيتناولنى بيده ما هذا ؟؟ انها نفس اليد القديمه الرقيقه يا لفرحتى و اخيرا عدت لصاحبى القديم و لكن ما هذا كيف تغيرت نظرة عينيه هكذا و ما هذه الهالات السوداء تحت عينيه ؟؟ و لماذا اصبحت لمسة يده خشنه هكذا ؟؟؟

بعدما تناولنى من يد البائع و أخذ فى ترتيبى مع بقية اقاربى تمنيت كثيرا ان يلفت نظره خط يده على وجهى و بالفعل لاحت منه التفاته للكتابه و شرد قليلا فلاحظت تغير وجهه من الفرح الى الحزن و من الحنين الى الضيق قطع علينا صفو الذكرى رنين هاتفه المحمول و بدأ يتحدث عن العمل و كلما تحدث احسست ببعد المسافه بيننا و عندما القانى على مقعد السياره تأكدت ان الطيبه و الرقه القديمه قد توارت تماما و راء القسوه الجديده حتى اتاه سائس الجراج و حياه بالتحيه المعهوده وجدته يمد يده و يتأملنى قليلا ثم و بمنتهى القسوه يعطينى منحه لسائس الجراج و ينطلق بسيارته






ـــ ملحوظه خارج السياق : يقول كاتبى المفضل الرائع البهاء الطاهر : يمكن أن تحكم الناس بالخوف والقمع ، لكن الخائفين لايمكن ان ينتصروا في حرب ، في ساحة الحرب يجب أن يكونوا أحراراً