Monday 29 July 2013

أحيـــانـاً

يحدث احيانا ان تشعر ان بداخلك مدينه .. بائع لعب .. طفله تجرى و تلعب ... مراهقه يذوبها الحنين ... امرأه تنكسر عشقا ... زهره ذابله ... كهل يقرأ القرآن ..... ضجه و صخب هدوء و سكينه ..... و بالرغم من كل ذلك لا تجد سببا او دافعا للكتابه


يحدث ان يلعب الحنين لعبة تحريك العرائس بالخيوط ليفرح بالتلاعب بالشخص الذى ارهقه الغياب


يحدث ان تمارس عزلتك برغم كل الصخب المحيط بك تستمع لموسيقاك الداخليه فتجدها نايا حزينا فتبكى و تتساقط دموعك داخلك

يحدث ان يتراقص قلبنا شوقا و تتوارى مشاعرنا خجلا

يحدث ان تكتب لهم و لا يقرأون و تفتقدهم و لا يشعرون ..... و لكن هذه هى الحياه و يجب علينا ممارستها كى لا نموت
 





Sunday 14 July 2013

مدام فوزيه و خطتها الجهنميه



مع انطلاق  صوت عبد المطلب من التلفزيون يبشرنا بقدوم رمضان و يؤكد على فرحتنا بقدومه انطلقت مدام فوزيه الى المطبخ لتعد العده لإفطار اول يوم و الايام التاليه فأخذت تقشر و تحمص و تعصج و تسلق و تحشى و ترص و تحمر و فى غضون ساعات قليله امتلأ المطبخ حولها بمختلف اصناف الاكلات حلو وحادق صوانى كنافه و رقاق و جلاش ... صوانى كفته و حلل محشى .... باميه متقمعه و ملوخيه متقطفه و بصل و توم مفرومين ... كل هذه الاصناف و غيرها اخذت طريقها للفريزر تمهيدا للاستعانه بها فى ايام رمضان و مبدأ مدام فوزيه فى هذه الاحتفاليه المطبخيه انه : اهو كله اختصار للوقت و الجهد  اصل الواحد فى الصيام و الحر بيبقى مش قادر يعمل حاجه   و سبحان من بيعدى اليوم علينا و هنعمل ايه يعنى ؟؟  بس المهم ربنا يتقبل

و مدام فوزيه لمن لا يعرفها سيده مصريه مثلها مثل آلاف الفوزيات الاخريات اللاتى تمتلئ بهن بيوتنا المصريه الجميله  سيده محترمه فاضله و ام طيبه ..... مخلصه لبيتها و اسرتها و صديقاتها و جيرانها و مطبخها و تلفزيونها ... الحياه بالنسبة لها مواسم تسلم لمواسم  فهى تخرج من موسم التجهيز للعيد الكبير بلحمته و فتته و رقاقه   لتدخل فى موسم مولد النبى بحلاوته الحمصيه و السمسميه و الفوليه و تخرج من موسم دخول المدارس بكل ما فيه من ملابس جديده و كتب و كشاكيل و شنط لتدخل فى موسم شم النسيم و البيض الملون و الفسيخ و الرنجه ... و هكذا تمر عليها الايام من عيد لمولد لمدارس ل شم نسيم ل عاشوراء و طبعا  لا يمنع الامر من تورتة شوكولاته فى راس السنه الميلاديه يتلم عليها الحبايب و اطباق مهلبيه او رز بلبن توزعها على الجيران  فى رأس السنه الهجريه و يأتى الشهر الكريم ليتوج كل هذه المناسبات فهو فرصه طيبه لإظهار كافة المهارات فى صنع ما لذ و طاب من الاكلات و هو  فرصه طيبه اخرى لممارسة هوايه اخرى مهمه و ضروريه جدا عند مدام فوزيه

الهوايه الاخرى المهمه و الاثيره جدا عند مدام فوزيه هى الفرجه على التلفزيون و متابعة جميع انواع الدراما التلفزيونيه و البرامج الحواريه و بالنسبه لأن معظمنا اصبح يتم تصنيفه على انه كائن تليفزيونى مسلسلاتى  فطبعا  شهر رمضان هو الموسم الاكثر بهجه ....

مدام فوزيه تهتم جدا بالمسلسلات التلفزيونيه و تعتبرها فرصه طيبه للتلصص على حياة الآخرين فهى ترى ان هناك عدة كاميرات سحريه تم توزيعها بعنايه على عدد من البيوت لتراقب لها كل ما يحدث فى هذه البيوت و تنقل لها بكل دقه كيف يتكلم و يتصرف و يأكل و يلبس سكان هذه البيوت كل هذا و هى جالسه على مقعدها المفضل فى غرفة معيشتها

هكذا يبدأ رمضان و قد استعدت مدام فوزيه بخطتها الجهنميه لصنع اشهى الاكلات و متابعة اكبر قدر من المسلسلات الرمضانيه فتقضى النهار فى التجهيز لوجبة الافطار و بعد الافطار تصلى المغرب و تبدأ فى ماراثون متابعة المسلسلات فتعد لنفسها كوبا من الشاى و قطعه من الكنافه و تتوكل على الله و تبدأ التلصص  و من فاصل لفاصل آخر تعيش حياتها ف تصلى العشاء و تتابع شؤون المنزل و تجرى مكالماتها التليفونيه و فى كل عوده بعد نهاية كل فاصل يكون بصحبتها كوبا من الشاى او فنجان من القهوه او مج من النيسكافيه و دائما هناك طبق الكنافه او القطائف او اللب و السودانى ــ بعد ان انقرضت المكسرات و هذا له حديث آخر ـــ

تبدأ المسلسلات و تبدأ المتابعه ... رجل الاعمال يحاول التقرب من الوزير بزواجه من اخته و الشاب الثورى يتحدى والدته للنزول للمظاهرات و الممثله ذات الستين عاما تتدلل و يقف على بابها العرسان يخطبوا ودها و الصحفى اللامع يخفى جذوره المتواضعه ليحظى بمكانه مميزه فى المجتمع و المطاريد يضعون خطه محكمه لتفجير المحجر و بينما النحاس باشا يصرخ فى وجه الملك فاروق مطالبا بالدستور يفقد شيخ الصيادين جميع مراكبه لأنه كان راجل حقانى و أد كلمته

تضحك مدام فوزيه مع هديه زوجة الكبير و تتصعب على فريده عند ضياع ثروة والدها و تبكى  على اميره التى توفى زوجها و ترملت و تقلق لأن نادر واضح جدا انه بيلعب بمشاعر مى .... و يفوت الوقت و ينام اهل البيت و تظل هى ساهره مستيقظه يغمرها احساس الطالب المُقصر فى حق واجباته المدرسيه فقد شاهدت حتى الآن 120 مسلسل من اصل 190 مسلسل عليها ان توزعهم فى اليوم التالى على اوقات الاعادات

مع مرور ايام الشهر الكريم تتداخل الرؤى و احداث المسلسلات فى نظر مدام فوزيه و خصوصا ان هناك بعض الممثلين و الممثلات مشتركين فى اكثر من عمل درامى ... ترسى المناقصه الكبيره على المكتب الهندسى الذى يملكه الباشمهندس شيخ الصيادين و يقيم حفله كبيره يحييها له الوزير و يجلس النحاس باشا غاضبا جدا فى صالون بيتهم انتظارا للبنت لبنى التى تأخرت فى الجامعه الالمانيه  لأنه يشك انها تزوجت عرفيا من زعيم المطاريد و قائد الفرس متوتر جدا من ضياع المستند الهام من مكتبه و المحامى الشهير يتعرض لعقوبه من صاحب المقهى الذى يعمل به قهوجى  و بينما نابليون يتعرض للمساءله امام المدعى العام الاشتراكى كانت شجرة الدر تعانى من اعراض انسحاب المخدرات من دمها

لا اعرف ما علاقة رمضان بالمسلسلات و لكنى اعرف انه مع قرب انتهاء الشهر الكريم تكون مدام فوزيه قد زاد وزنها على الاقل عشرة كيلو جرامات

اما عن العلاقه بين شهر رمضان و المسلسلات ف اعتقد انها علاقه غامضه لم يستطع احد حلها حتى الآن مثلما لم يستطع احد ايجاد حل للعلاقه بين رمضان و المكسرات و القطائف و الفوازير ف إذا سلمنا بأن المكسرات و القطائف من التراث الفاطمى الذى يضفى على حياة المصريين الكثير من البهجه ف إننا لا نستطيع ان نُسلم اطلاقا و بدون خبره تاريخيه مسبقه ان الفاطميين كانوا ........ مولعين بالدراما التلفزيونيه  

ــــ خارج او داخل السياق : قلت قبل كده و بقول تانى و تالت و رابع مش عارفه الدنيا دى كان هيبقى شكلها ايه من غير المتنبى و محمد فوزى