Friday 19 February 2010

تفيد بإيه يا ندم...............بقلمى أنا


ركبت سيارتها و أدارت محركها بعصبيه واضحه و انطلقت يحركها و يصبغ تصرفاتها غيظ واضح لم تفلح فى مداراته

فقد ادركت مدى الهاويه التى انزلقت اليها بكامل ارادتها........ فهى عندما اتخذت قرارها بالزواج لم يدر بخاطرها

الا ان ترى اثر هذا الزواج على شخص معين و الآن هى وحدها تتجرع الحصرم و هذا الشخص ابعد ما يكون عنها

و لكى نفهم القصه اعود بكم عده سنوات للوراء حيث كانت بطله قصتنا و لنطلق عليها اسما افتراضيا و ليكن " نها "

تعيش فى ذلك الحى الشعبى مع اسرتها كثيره العدد حيث الرزق المحدود و المعيشه الصعبه يتلازمان مع الرضا

بالمقسوم و القناعه بالستر و الصحه .......و لكن هذه المعيشه الضيقه لم تكن لترضى طموح و تطلعات نها التى

حملت فى صدرها منذ الصغر بذور التمرد على اسرتها و الكراهيه لطبقتها الاجتماعيه فبذلت كل جهدها لتغير من

وضعها الاجتماعى و كانت الوسيله الوحيده المتاحه لها هى الاجتهاد فى الدراسه فقد ادركت منذ الصغر ان

حظها من الجمال لم يكن وافرا او كافيا لجذب الانتباه فلم تعتمد كثيرا على هذه الوسيله ..... و لذلك فقد كرست

وقتها و مجهودها للاستذكار و انطلقت فى دراستها حتى التحقت باحدى كليات القمه ..... و هنا بدأت صفحه

جديده فى حياتها فبدأت تهتم بملابسها و طريقه حديثها و لأنها ذكيه و خفيفه الظل فقد بدأت فى جذب انتباه

زملاءها و استطاعت تكوين مجموعه من الزملاء و الزميلات حولها من مختلف الكليات ـــ كليات القمه طبعا ـــ

كانوا ينبهرون بخفه دمها و قفشاتها و تطوعها لمساعدتهم فى احضار اوراق المحاضرات و السؤال عن المريض

منهم ..... باختصار استطاعت فى وقت قصير ان تستقطب عدد غير قليل منهم كلهم من ابناء العائلات ذات

الالقاب الرنانه و لم يكن احد منهم يتوقع ان بونبونه الشله كما كانوا يطلقون عليها تتركهم كل يوم بعد انتهاء

الدراسه لتركب مواصلتين حتى تصل الى أقرب ميدان لبيتها لتدخل حاره ضيقه و من ورائها حاره اضيق لتصل

الى بيتها الذى تستطيع ان تميزه قبل ان تصله برائحه تقليه البصاره و قلى الطعميه ....و لكنها مع ذلك كانت

سعيده بما وصلت اليه مع زملاء الدراسه و اعتبرت نفسها قطعت نصف الطريق الى هدفها المرجو و هو

الزواج بمن ينقلها الى طبقه اجتماعيه اخرى غير طبقتها التى نشأت فيها ..... قد يكون الهدف صادم للبعض

و لكن هذا فعلا ما كانت ترجوه من الاجتهاد فى الدراسه لم تكن تتطلع الى التفوق الدراسى او غيره لقد

كانت واضحه مع نفسها من البدايه

و اخيرا ظهر......الشاب الذى طالما تمنت ان يظهر فى حياتها فهو سليل الاسره العريقه ذات الغنى و الجاه

و هو نفسه يعمل فى منصب مرموق كعضو هيئه تدريس فى احدى كليات القمه بالاضافه لوسامه الشكل

و الرقى الشديد فى المعامله .......لم تبذل جهدا كبيرا فى جذب انتباهه فقد بهر بها و عرض عليها الزواج

و تغاضى عن الفرق الاجتماعى الكبير بينهم .....هو لاحظ فقط ان اسلوبها فى الكلام و الاكل و غير هذا

من الآداب الاجتماعيه لا يناسب طبقتها فاعتبر ان هذا دليل على اجتهادها لترتفع بمستواها

المهم تم الزواج ......و بعد الزواج سقطت الاقنعه .....فيوما بعد يوم فوجئ الزوج الرقيق المهذب بانسانه اخرى

تماما غير من تزوجها ......الفاظ من قاع المجتمع سلوكيات تتنافى مع ابسط قواعد الاتيكيت مظهر قبيح جدا

بالمنزل بالاضافه لجشع شديد فى طلب المال و شراهه ليس لها حدود فى طلبات المنزل و اهمال شديد لطلباته

و لكن كل هذا تم بعد فوات الاوان فقد انجبا و اصبح بينهم اطفال او بمعنى اصح ضحايا لتطلعات الام و لسوء

اختيار الاب .........لكل هذه الاسباب و لأكثر منها و بعد الحاح شديد منها تم الطلاق بعد سنوات قليله من

الزواج

خرج هو من هذه الزيجه بقلب مكسور و حزن لا نهائى على اطفاله و خرجت هى برغبه قويه فى تحدى هذا الزوج

لتثبت له انها الافضل و انه خسر كثيرا بطلاقها

و بناءا على ذلك فقد انطلقت فى سلسله من التصرفات فاذا اشترى عربه جديده اشترت هى الاخرى عربه

جديده اذا افتتح عملا خاص به سعت هى الاخرى بين زملاءها لتلتحق بعمل يدر عليها دخلا اكبر ....و بينما كان

يعيش هو فى هدوء و يمضى فى حياته من نجاح لآخركانت تعيش هى و عينها عليه و كل ما يقض مضجعها

رغبتها فى تحديه و اثبات انه خسرها..........حتى جاءت الطامه الكبرى فقد قرر ان يتزوج بل و تزوج فعلا

و هنا انهارت نها فقد تخيلت فى وقت من الاوقات انه لن يتزوج بعدها و زاد الانهيار عندما علمت بسعادته فى

زيجته الثانيه ........ وهنا فقط قررت ان تتزوج و كعادتها ضربت عرض الحائط بكل نصائح الاصدقاء و تخيرت اول

من تقدم لها و تزوجته بغض النظر عن ظروفه التى لا تناسبها اطلاقا فبدأت معاناه من نوع جديد و اصبح

عليها ان تدارى تعاستها حتى عن اقرب المقربين لها حتى لا تشمت بها احد تعتقد ان لا احد يلاحظ معاناتها

بينما كل من حولها يلاحظون تعاستها و ندمها

و اليوم بعد احدى مشاجراتها مع زوجها الجديد ركبت سيارتها و ادارت محركها بغيظ فقد ادركت مدى الهاويه التى

انزلقت اليها بكامل ارادتها.......تعيسه و نادمه و لكن بماذا يفيد الندم؟؟؟؟؟

No comments:

Post a Comment