Tuesday 26 October 2010

دعوه على العشاء ................. بقلمى انا


منذ استيقظت صباحا و هى فى حاله لا توصف من السعاده و النشوه .......رقيقه حالمه مبتسمه حتى كل من رأينها من صديقاتها و زميلات العمل اكدن لها ان هناك شيئا ما غير طبيعى فى ملامحها و صوتها و نظرتها .......فبالرغم من جمالها الواضح الا انها فى هذا اليوم كانت اكثر جمالا و اشراقا



الكل يتساءل عن سر تلك الهاله النورانيه التى تلفها هى وحدها كانت تعلم السر نعم هى الوحيده



فهذا هو حالها منذ تسلمت تلك الدعوه الانيقه لحضور العشاء عند صديقتها المقربه و اليوم هو موعد الدعوه و الفرحه لا تسعها و هى لا يعنيها المنزل الانيق الذى به الدعوه و لا تعنيها حتى صديقتها المقربه كل ما يعنيها او بعباره ادق كل من يعنيها هو ......شقيق صديقتها



نعم .....هو



هو من ملأ حياتها سعاده و فرح حقا ان كل ما يجمعها به هو بعض الكلمات القليله و المصافحات العابره و النظرات المعبره و لكنها تشعر انه ملك حياتها و تقرأ فى عيونه أحلى الكلام و اعذبه و اليوم ستراه و قد يسعدها الحظ بتبادل الكلام معه او حتى الجلوس بالقرب منه....و اذا لم يحدث هذا او ذاك فيكفيها انها موجوده معه فى نفس المكان ....ترى نفس الاشياء التى يراها و تستنشق نفس الهواء الذى يستنشقه و تسمع نفس الاشياء التى يسمعها



فيما سبق فكرت طويلا و كثيرا هل هى مخطئه فى موقفها هذا و هل عليها ان تفكر بواقعيه اكثر مثلما نصحتها احدى صديقاتها و بعد تفكير عميق توصلت الى ان وضعها هكذا يرضيها تماما و انها تعيش سعاده من الصعب الوصول اليها مع اى احد آخر



اقترب الموعد و ها هى قد اتمت زينتها و اطمأنت لتسريحة شعرها ارتدت فستانها الاسود المكشوف الذراعين و وضعت شالها الاحمر على كتفيها فكانت بحق جميله بل و رائعه الجمال



استقلت سيارتها متوجهه لمنزل صديقتها و برغم صوت الموسيقى الجميل المنبعث من راديو السياره الا ان موسيقاها الداخليه كانت اكثر جمالا و رقه



استقبلتها الصديقه استقبالا رائعا و وقفت تتحدث معها و هى تجوب المكان بعينيها بحثا عنه استأذنت الصديقه لأمر ما فحمدت لها هذا التصرف فهى تحب ان تكون بمفردها عندما تقع عيناها عليه خشيه ان تفضحها عيناها



و اخيرا رأته ....... يقف هناك فى احد الاركان و معه مجموعه من الاصدقاء يتكلم و يومئ و يضحك ......يالهذا الوجه الحبيب كم تحبه ....و فى احد التفافاته لمحها تقف فأشار لها مرحبا و ابتسم .......ابتسامته جعلتها تبحر بعيدا لتنسى المكان و الزمان للحظات انتهت بعودته للاهتمام بمحدثيه



و هو ما اعادها لأرض الواقع و جعلها تتنبه للواقفين حوله كانوا مجموعه من الرجال و لكن ...من هذه؟؟؟ من هذه التى تقف الى جواره ؟؟؟؟ شيئا فى قلبها انقبض ....استغربت من احساسها فهى قد تعودت ان تراه يتحدث مع النساء و لكن لماذا كرهت هذه السيده تحديدا ؟؟؟

لماذا يثير غضبها وقوفها الى جواره؟؟؟؟؟



تحاملت على نفسها و دققت النظر اليها علها تجد اجابات لأسئلتها ....... هل مظهرها بفرائها الثمين فى هذا الطقس الدافئ هو ما استفزها ؟؟؟؟

هل تكلفها الزائد و رقتها المتصنعه ؟؟؟؟؟ هل احساسها بانها بوقفتها المتعاليه و ملابسها المبالغ تضفى على نفسها مظهر عجائزى لا يتناسب مع سنها الصغير ؟؟؟؟؟



لم تستطع ان تحدد بالظبط ما الذى يستفزها فى هذه السيده الى ان وصلت لعينيها .......كانت عيناها مركزه على حبيبها بطريقه اقل ما يقال عنها انها وقحه



انقذها من حاله الغثيان التى تملكتها صوت صديقتها التى وقفت بجوارها و قالت لها و هى تهمس : اقولك على سر ؟؟

فردت عليها و هى تشيح بنظرها عن الاخرى : خير ؟؟

فقالت و هى تشير نحو اخيها و من تقف بجواره : خطيبته .....و العشا ده مخصوص لاعلان الخطوبه بس انتى طبعا مينفعش تستنى لما تعرفى مع باقى الناس



لو خيرت بين الموت و ان تسمع هذا الخبر فمؤكد انها ستختار الموت ......حمدت الله ان صديقتها اخبرتها و هى تنظر نحو اخيها و الا كانت ملامح وجهها فضحتها



تعالى صوت الصديقه داعيا الجميع للعشاء



لا تعلم ان كان القدر يعاقبها على اوهامها و احلامها أم ماذا ؟؟؟ و الا فما معنى ان يأتى ترتيبها فى الجلوس امامه مباشره و تقع عيناها على عينيه هاتين العينين التى طالما شاهدت فيهما الكثير من الوعود و العهود .....رأته و هو يقطع اللحم بالسكين و يطعم هذه الدميه السخيفه فى فمها و هى تبتسم ابتسامه بلهاء و تتصنع السعاده بصوره مبالغ فيها



و لكن برغم براعته فى التمثيل الا انها لمحت نظره اخرى وراء عينيه .......انه يحبها هى نظرته لها واضحه جدا لن تكذبها ......لم تستطيع الاستمرار كأحد افراد الكومبارس فى هذه المسرحيه الممله و اخذت نفسها و خرجت الى الحديقه علها تجد متنفسا من الهواء المنعش



و وسط دموعها الحاره سمعت وقع خطوات خلفها بدون ان تلتفت ميزت صوت قدميه و اتاها صوته حزينا آسفا يقول لها : ارجوكى لا تبكى

التفتت اليه كانت عيناه تحمل من الكلام الكثير و الكثير لم يقله شفاهه و لكنها استمعت اليه بقلبها



و هنا و لرحه الله بها استيقظت من النوم



حلم



نعم كان حلما



و كل هذا الجزع انتابها لمجرد فكره ان يخطب حتى و لو فى الحلم



فلتعترف اذن على الاقل امام نفسها و لتستمر فى الانكار امام الجميع انها تحبه و تحبه و تحبه

1 comment:

  1. رائعه يا عائشه أنها قصة كل فتاه في كل زمن
    تحياتي لك

    ReplyDelete