Sunday 29 April 2012

كـــراكــيــب أيـــامـــنــــا ............. بقلمى أنا

سجاده قديمه تآكلت خيوطها و بهت لونها من كثرة ما وطئتها الاقدام.....أوانى طهى أدت ما عليها بمنتهى الاخلاص و ظلت لسنوات طويله مصدرا لسعادة الاسره بما تحويه من أطايب الطعام بروائحه الشهيه.....ستائر كانت فى يوم من الايام تهفهف مع النسيم و صوت شاديه الحانى ينبعث من المذياع مؤكدا أن شباكنا ستايره حرير.....بالطو صوف انجليزى كان فخما فى احد الايام استهلك العديد من عبوات النفتالين للحفاظ على قماشه من العته........فستان سواريه تم ارتداؤه لمره واحده و انتهت موضته و اتخذ موقعه فى آخر رف فى خزانة الذكريات........اوراق قديمه و جرائد مرت عليها سنوات طويله تم الاحتفاظ بها لمجرد انها تحمل اسم احد الراحلين الاعزاء فى نعى فى الصفحه قبل الاخيره ......خطابات من مسافرين بعضهم عاد و استأنف حياته و بعضهم استمرأ حياة الغربه و لم يعد يعنيه ارسال خطابات فى زمن تعددت فيه وسائل الاتصال و اصبح العالم فيه قريه صغيره

كل هذه الاشياء و اكثر منها يطلق عليها لفظ واحد هو ..الكـــــراكـــــــيــــــــب

منذ فتره ليست بالقصيره قرأت تعبير جميل جدا لكاتبى المفضل مجدى مهنا ـ رحمه الله ـ كان مشورا فى مقاله اليومى فى جريدة المصرى اليوم هذا التعبير هو " ثقافة الكراكيب "و الكراكيب فى الاصل اشياء كان لها قيمه فى وقت من الاوقات و كانت مفيده و لكن فى حينها يستوى فى ذلك الاثاث او الملابس او الافكار  او المشاعر

فكم من عقول نتعامل معها و كم من قلوب تحيط بنا و هى ممتلئه  بالكراكيب

المشكله اذن و ما يجعل من الكراكيب كراكيب هو اننا نظل نحتفظ بهذه الكراكيب بعد انتهاء صلاحيتها الفكريه او العقليه او حتى الغذائيه فتتكدس بيوتنا بالاثاث القديم و تتكدس عقولنا بالافكار القديمه و ترزح قلوبنا  تحت وطأة مشاعر قديمه

المخيف ان هناك من يعشقون كراكيبهم لحد عدم التفريط فيها ابدا غير مبالين بما تبثه فيهم من طاقه سلبيه تعطلهم و ترجع بهم للوراء

ليس معنى هذا اننى ضد الاحتفاظ بالذكريات فانا نفسى امتلك العديد منها و لست على استعداد للتفريط فيها و لكن دعونا نحاول ان نتخلص من كراكيبنا شيئا فشيئا

 فما جدوى الاحتفاظ بملابس انتهت موضتها و اشترينا غيرها

و ما المفيد فى اثاث استُهلك و قام بواجبه خير قيام و استبدلناه بالفعل بأثاث آخر جديد

و ما هى اهمية الاحتفاظ بمشاعر لأناس اثبتوا مع الوقت انهم غير جديرين بمشاعرنا

و ما الطائل من وراء افكار قديمه باليه عششت فى عقولنا و تيقنا من عدم جدواها مع الوقت

متى يكون لدينا الشجاعه لنفض عقولنا و قلوبنا و بيوتنا من هذه الكراكيب

و متى يكون لدينا الشجاعه لمواجهة و مراجعة هذه الكراكيب

اللهم أعنا على كراكيبنا و خلصنا منها
اللهم آمين


* العنوان مستوحى من كتاب د.محمد المخزنجى ...حيوانات ايامنا

No comments:

Post a Comment