Thursday 21 June 2012

الطبع يَغلب التطبع......... بقلمى أنا

( reunion العزاء )

كان الوقت شتاءاً و المناسبه عزاء عند احدى الصديقات لأحد اقاربها و المكان احد  الصالونات الانيقه فى منزل تلك الصديقه  و الحضور كلهن سيدات معظمهن من صاحبات الوجوه المعروفه لى و الباقيات تعرفت عليهن أثناء الجلسه  و عددا غير قليل من الصديقات و زميلات الدراسه

و للعزاء مع النساء حكايات كثيره تصلُح ماده غنيه جدا  لتأليف الكتب و لا اعلم بالفعل ما هى العلاقه بين تأدية واجب العزاء و الشهيه المفتوحه للكلام عند النساء ...... لا اعرف لماذا لاحظت ان هذا العزاء خصوصا  حمل اكبر قدر من الكلام و الحكايات ... لاحظت ايضا مؤخراً ان المشروب الرسمى للعزاء لم يعد القهوه و الشاى فقط فأصبحنا الآن نطلب نيسكافيه و ايرل جراى و شاى اخضر و كركديه ساخن ــ مكانش ناقص الا البيبسى و السفن أب ــ  و امعانا فى الدلع طلبت صديقتى شاى اخضر بالنعناع و للدهشه اجيب طلبها مما دعانى للاقتراح على صديقتنا انها كان يجب ان تتلقى العزاء فى قريبها فى اى  كافيه لتسهيل مهمة اعداد المشروبات على مَن بالمطبخ ...... افكر جدياً أن اُضمن وصيتى لأولادى تقديم عصير مانجو للمعزيات علشان بس ميبقاش فى نفسهم حاجه   

عموما ما علينا من قصة المشروبات لأنها قصه يطول شرحها هنبقى نرجع لها بعدين  و نرجع لموضوعنا الاساسى

مر الوقت ما بين حكايه ل طنط فلانه و موعظه من الحاجه علانه و نصيحه من ابله ترتانه و طبعا انا و غيرى من الزميلات و الصديقات ملتزمات الصمت تأدباً منا فى حضرة طنطاتنا الكبيرات  و شيئا ف شيئا بدأت الطنطات فى الانصراف و ودعناهن واحده واحده مع تمنياتنا لهن بألا يهملن فى أخذ الدواء و ان يتدفأن جيدا و يتمسكن بالجوارب الصوف حتى تعدى شهور الشتا على خير

بعد ذهاب الطنطات العزيزات تحررت الجلسه قليلا و بدأت الاسئله تنهال من كل منا للأخرى عن الاولاد و الازواج و الاحفاد و الاخبار و الصحه و جهاز البنات و عرايس الاولاد و بدأت الضحكات تعلو قليلا قليلا فبعد ان كانت ابتسامات صغيره اصبحت ضحكات قصيره حتى اصبحت ضحكات مجلجله  بعد ان وجدنا صديقتنا صاحبة العزاء   هى نفسها تضحك

تأملت الحاضرات ملياً و وجدتنى اقول فى نفسى سبحان الله كأن الايام لم تمر و كأن الزمان لم يدر دورته و كأن الخطوط الرفيعه الرقيقه لم تظهر بعد حول العيون و بين الحاجبين و حول الشفاه ...... نظرت لصديقاتى فرأيتهن تماما كما كنت اراهن فى مدرستنا الثانويه

فالمتعجرفه كما هى و ان كانت تغيرت ظاهريا و لم تعد بجمالها القديم الا ان روحها المتعجرفه و المتعاليه كما هى حتى انها شخطت فى والدتها فى الموبايل  امامنا و لم تستشعر بأى حرج  و انهت الاتصال و اكملت كلامها معنا بابتسامه بارده و كأن شيئا لم يكن

و الغلبانه كما هى بل ازدادت غلبا خصوصا  بعد ان تعرضت لظروف خاصه جعلتها تنفصل عن زوجها ابو اولادها و تتزوج من آخر غير مناسب لها بالمره و كأنها كانت ناقصه غلب ف ابتلاها الله بمرض عضال و تعرضت لظروف صحيه غايه فى السوء ..... كانت قليلا ما تشارك فى الكلام و اكتفت بابتسامه تُظهر من الاسى اكثر ما تُظهر من الفرح

و الحساسه كما هى دموعها قريبه كما هى  و اعصابها فوق جلدها كما هى تعرضت لمحن كثيره مع زوجها لدرجه جعلتها تحقد على كل ارمله او مطلقه ....... مرحه و ذكيه و صديقه جدعه بجد لم تستطع المشاكل التى اعترضت حياتها و مازالت ان تنال من روحها الجميله ....زاد عليها شيئين فقط دعواتها الى الله يوميا ان يريحها من زوجها ........ و مسحه من الحزن سكنت عينيها الجميلتين و تأبى ان تغادر

و البيئه  كما هى اسلوبها فى المشى و الكلام و الاكل حتى فى مسكة فنجان القهوه لم يتغير فيها شئ على الرغم انها اصبحت من الطبقه الميسوره الا ان تواضع نشأتها يغلب عليها و يطبع جميع تصرفاتها بالدونيه

و الشعنونه كما هى لم تتغير سنتيمتر واحد افسدت حياتها مع زوجها السابق و تزوجت للمره الثانيه و لأنها لم تأخذ وقتا كافيا فى  التفكير فقد كان مصير الزيجه الثانيه نفس مصير الزيجه الاولى و طُلقت للمره الثانيه

و الحالمه عاشقة الزمن الجميل ابله الناظره  كما هى تتحدث كثيرا عن الماضى و حوارها لا يخرج عن بابا و ماما و رعايتها لهم  و الزوج و طلباته و حبها له و تفانيها فى خدمته و الاولاد و الاحفاد و الشوارع اللى اتغيرت و اصناف الاكل اللى اتعلمتها من مامتها و شلة الشارع و الجيران

و الحريصه كما هى لم يتغير فيها شئ نسألها عن عروسة ابنها لا ترد و تسألنا هى عن احوالنا و اولادنا و تغير مجرى الحديث لأى موضوع آخر و لا تترك لأحد الفرصه فى ان يعرف عنها اى شئ

و المتفاخره كما هى تجلس بيننا الآن محمله بأكوام الذهب و ترتدى ملابس فاخره للغايه كما كانت تجلس بيننا فى الماضى بنفس الهيئه المبالغ فيها و حديثها لا يخرج عن سفرياتها للخارج و مشترواتها   هى و زوجها و اولادهم

اخذتنى تأملاتى بعيدا فمالت عليا الحساسه و سألتنى بموده واضحه : ايه رحتى فين كده و سبتينا ؟؟؟

رديت عليها بدون تفكير : كنت ف حوش مدرستنا الثانويه

* العنوان الطبع يغلب التطبع اقتراح من صديق احترمه و اثق فى رأيه *

No comments:

Post a Comment