Sunday, 17 January 2010
و بأجمل اسم أناديلك يا حبيب قلبى ........... بقلمى أنا
وضع سماعه التليفون و نظر فى فضاء الحجره أمامه و قرر ألا يستكمل العمل الليله ..فلملم أشياؤه من على المكتب و استدعى السكرتيره و أخبرها أن تعتذر لعملاء المكتب عن مواعيد الليله و تؤجلها لوقت لاحق و ترك مكتبه و أخذ سيارته و انطلق .......لقد قرر فجأه أن يزور والدته فى بيتها الذى يبعد عن مكان سكنه و عمله بعده أحياء
هل كان يريد ذلك فعلا؟؟؟؟ أم أنه أراد أن يمارس طقسا كان قد عود نفسه عليه منذ اشترى أول سياره فى حياته؟؟؟؟ فى الحقيقه و بالرغم من حبه الشديد لوالدته و بره بها الا ان نفسه كانت تواقه لشئ آخر .......كان يريد ان يطوف حول بيت من ملكت فؤاده ... حبيبه قلبه .....حتى و هو متأكد أنها لن تراه فقد كان يكفيه فقط ان يمر من امام البيت الذى تسكنه
وضع اسطوانه سى دى تحمل مجموعه من أغانى عبد الحليم حافظ فى مسجل السياره و أخذ طريقه و راحت الصور تتوالى على ذاكرته
لاحت له صوره حبيبته و هى صغيره كم كانت جميله بخدودها المدوره و ضفيرتيها مربوطتان بالشرائط الورديه و فستانها القصير كانت أشبه بالقطه البيضاء الصغيره و كانت والدتها و والدته يتزاوران بحكم الجيره فكان يتحين الفرصه تلو الفرصه ليراها و يملى عينيه منها و على صغر سنه الا انه كان يعلم جيدا انه لا أمل له معها فهناك فوارق اجتماعيه كثيره تحول دون ارتباطه بها فشتان بين اسرتها و اسرته فاكتفى بمراقبتها من بعيد ......مرات قليله التى تحدثا فيها و طبعا هو يحفظ هذه الاحاديث عن ظهر قلب .....لاحت على وجهه ابتسامه فقد تذكر عندما ذهب ليوصل والدته لهم يوما و وقفت والدتها تتحدث معه و أكمل هو الحوار معها و تطرقا الى الكلام عن الخطوبه و الزواج فقالت له ضاحكه : اوعى يا احمد تتجوز واحده يكون اسمها فيه حرف السين .....فى اشاره شقيه للثغته فى حرف السين
فتصنع الغضب و غير ملامح وجهه و قال لها : كده يعنى ..... يعنى قصيره أد كده و محدش عاجبك طيب لو طويله شويه كنتى عملتى ايه؟؟؟؟
كان يحلو له ان يخرج فى البلكونه التى تطل على بيت والدتها و يرفع صوت المسجل بأعنية عبد الحليم بأحلم بيك و فى أول فرصه يراها يذكرها بالاغنيه فتقول له ضاحكه : مليانه سين يا احمد فيقول لها : كفايه عليا جمله و بأجمل اسم أناديلك يا حبيب قلبى فتضحك بشده و تقول له : أهى سين أهى يابنى ..شوف اغنيه تانيه فينظر لها معاتبا و يقول : ابنى برضه؟؟؟
يأخذ نفس عميق من هواء الليل المنعش و يتذكر كيف كبرت امام عينيه و كم كان ألمه حين خطبت و تزوجت و انتقلت مع زوجها الى حى آخر و لكن كان يخفف من ألمه علمه بأنها تحيا حياه سعيده مع زوجها و أنه يحبها و يحترمها جدا
و كان هو قد تخرج و بدأ حياته العمليه و لأنه يحب عمله و مخلص له فقد اصبح فى وقت قصير من نجوم هذه المهنه و أثناء ذلك زوجته والدته و لم يعترض على اختيارها ففى نظره كل النساء غيرها سواء ....و لم تغب عن باله لحظه حتى انه سعى للتعرف على زوجها و كان يكفيه مجرد الجلوس معه ليشعر انه يجلس معها
لم يكن قد رآها طوال هذه السنين حتى سمع بمرض زوجها و قرر أن يزوره فى منزله و هناك ....رآها لأول مره بعد هذه السنين فقابلته مقابله الصديق الحاضر بعد غياب و احتفت به و استغرب هو بشده فمازالت كما هى القطه البيضاء الصغيره التى يتمالك نفسه بشده حين يراها حتى لا يضمها و يغيبها فى صدره ........ فهى مازالت جميله و رقيقه بالاضافه الى ذوقها الرفيع كسيده صالون
يقسم بالله العظيم لنفسه انه لم يكن يتمنى ابدا ان يحدث ما حدث ........ فقد توفى زوجها بعد مرض قصير و أصبحت وحيده
حدثته نفسه أن فرصته جاءت ....انتظر فتره طويله و حدثها تليفونيا بحجه السؤال على الاولاد و عرض خدماته عليها شكرته و اعتذرت بأدب و هى لا تعلم ان قلبه ينخلع مع كل كلمه منها ....حدثها ثانيه و ثالثه و تطرق الحديث لأمور مختلفه حتى تحين الفرصه ذات مره و عرض عليها الزواج و لدهشته الشديده ضحكت و اعتبرت الامر مزحه و من يومها و هو فى كل مناسبه يحدثها و يسأل عن اولادها و عنها و بين وقت و آخر و بين مكالمه و أخرى يكرر العرض فتضحك و هى لا تعلم كيف يهوى قلبه بينى ضلوعه عندما يسمع ضحكتها و عندما تجرأ و سألها مره : بتضحكى على ايه؟؟
قالت له بمنتهى البراءه: أصلك بتقول كلام يضحك يا احمد جواز ايه و كلام فارغ ايه ؟؟؟ انا عارفه انك بتهزر طبعا
فى كل مره كانت تتحدث معه بهذه البراءه كان يتألم و يسأل نفسه لماذا لا تأخذ كلامى على محمل الجد ؟؟؟ و تتلاعب به الافكار هل مازالت تشعر انه اقل منها ؟؟؟
و الى أين سيأخذه حبه لهذه القطه البيضاء الصغيره؟؟؟؟
اليوم و هو يحدثها تليفونيا جاءه صوتها و هو مهموم و حزين لظروف تمر بها و بعد ان سألها عن اخبارها و اخبار الاولاد لم يشأ ان يتركها هكذا .... كان يتمنى ان يخفف أحزانها و قلقها و يضحكها ........ كان يتمنى ان يسمع ضحكتها الطفوليه ...... فسمع صوته يقول لها :مش لو كنا اتجوزنا كنت أبقى معاكى فى الظروف دى ؟؟؟؟
و لدهشته الشديده لم تضحك ضحكتها المعتاده و سمع صوت دموعها و هى تقول له : و الله انت رايق يا أحمد
هو الآن يقف بسيارته أمام منزلها .....المنزل يسبح فى سكون تام ...... و قلبه و عقله يتساءلان هل من أمل فى حياه تجمعهما بعد طول انتظار؟؟؟؟؟؟؟؟
و عبد الحليم يغنى ........ و افضل أحبك و أحكيلك يا حبيب قلبى .... و بأجمل اسم اناديلك يا حبيب قلبى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
معقولة في حد بيحب كده وليه مش دافع عن حبه اهو قابلها وكلمها وهي ليه بتستخف بكلامه يمكن لانها مش بتحبه
ReplyDeleteطب وزوجته بيعاملها ازاي
الحكاية حاساها موجودة كتير والزوجة اكتر واحدة بتصعب عليا