Thursday, 28 January 2010
الجميلة .................. بقلمى أنا
تركتنى و ذهبت ......
الرقيقة الحنونة الطيبة الأصيلة
المثقفة خريجة مدرسة الراهبات
الشفافة النقية سيدة المجتمع
من كان يرحمنى ربى من أجلها
إخر سند لى فى الحياة
من سهرت الليل بجوارى و أنا مريضة
من واصلت الليل بالنهار حتى توقظنى للإمتحان
من فضلت سعادتى على سعادتها
من قدمت روحها فداء لى عن طيب خاطر
من وضعت الجنة تحت أقدامها
أول صديقة و أوفى صديقة ....
الجميلة كوكى
و وصفى لها بالجمال ليس مجرد إعجاب إبنة بأمها
فقد كانت بالفعل و بشهادة الجميع
فى جمال نجمات السنيما و رشاقتهن
و لكن ما يعنينى هنا هو الجمال الداخلى
القلب الكبير الذى يتسع للجميع
الصدر الرحب الذى يستوعب كل البشر
كانت دوما توصينى بأصدقائها
فأتخيل أنهن طنط فلانة و غيرها ممن أعرفهن
حتى جاء مرضها الأخير
و أكتشفت أن قائمة الأصدقاء تشمل الشغالات و الجناينى و الكناس اللى فى الشارع و غيرهم
و الغريب أنها تلح فى التوصية على هؤلاء أكثر من الصديقات المقربات و الأقارب
و عندما أمازحها و أقول لها "دى وزارة الشئون الإجتماعية ما بتعملش كده"
ترد بإبتسامتها الجميلة و تقول "كله عند ربنا محدش عارف مين أحسن من مين بس المهم ربنا يتقبل"
عندما كنت أدرس و فى أيام الإمتحانات كنا نلعب أنا و أخى معها لعبة جميلة جدا
كنت أناولها كتناب المادة التى أستعد لإمتحانها و أطلب منها أن تفتحه على أى صفحة تتوع أن يأتى منها سؤال
و كذلك يفعل أخى و أقسم بالله أن توقعاتها كانت تصدق بنسبة 95%
حاولت أعمل كده مع أولادى ما عرفتش خالص
أتذكر وجهها الجميل و قد بدا عليه الإنزعاج من نطقى المكلبظ لكلمات اللغة الفرنسية و كلمتها الشهيرة
"كفاية عليكى دلوقتى السير جيديا بتتقلب فى تربتها من نطقك الغريب ده"
تركتينا يا أمى و تركتى وراءك مواقف كثيرة و حكايات أكثر و أثر جمبل فى نفس كل من عرفك و سيرة عطرة طيبة تكفينا مدى الحياة
أنا الآن فى بيتك الجميل و كل أشياؤك الجميلة فى أماكنها كما تركتيها و لكنى أنا لست كما تركتينى
فالبرد لا يفارقنى و الوحدة تقتلنى و لا أدرى كيف سأواجه الحياة بدونك ...........
بجد بقى وحشتينى أوى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
القصة مؤثرة مما جعل الدموع تذرف وما يزيد التأثرأني أعرف شخصيا من هي الجميلة
ReplyDelete